ماذا يحصل بين الرئاستين الاولى والثالثة؟ وهل انتقل الخلاف على إحالة او عدم احالة ملف قبرشمون على المجلس العدلي بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان الى خلاف على انعقاد او عدم انعقاد مجلس الوزراء بين الرئيس عون والرئيس الحريري؟ المعطيات المتوافرة تشير الى ذلك.
فقد افيد عن اتصال أجراه رئيس الجمهورية برئيس الحكومة طالبا فيه الدعوة الى عقد مجلس للوزراء في أقرب وقت ممكن، وان رئيس الحكومة وعد بعقد جلسة في مطلع الاسبوع المقبل. لكن مصادر تيار المستقبل عكست أجواء مخالفة. اذ أكد مصدر حكومي مطلع لموقع المستقبل الالكتروني ان اصرار البعض على ربط مصير العمل الحكومي بمشكلة الجبل هو ما يدفع الحريري الى التريث منعا لتعرض مجلس الوزراء لأي انقسام عمودي.
كلام المصدر الحكومي الذي نقله موقع تابع لرئيس الحكومة يعني ان توجه الحريري هو غير توجه عون. فهل نحن أمام حرب باردة بين الرئيسين تستكمل المواجهة الساخنة في البساتين؟ وهل انتقلنا من مرحلة المواجهة بين زعيمين في الجبل الى مرحلة تنازع الادوار والصلاحيات بين رئيسين؟ – على أي حال الحريري غادر الى اوروبا في رحلة خاصة قيل انها ستمتد الى يومين اثنين، اي الى بداية الاسبوع الطالع، ما يؤشر الى دخول الحياة السياسية في اجازة فعلية في عطلة نهاية الاسبوع.
في خضم التعثر السياسي اللافت برز تطور اقتصادي مقلق.اذ ارتفعت تكلفة التأمين على ديون لبنان السيادية، ما يعكس عدم ارتياح عالمي الى أداء السلطة السياسية وعدم اطمئنانها الى ممارساتها.
في منحى آخر، المواقف التي اطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية من ال “ام تي في” ليل امس لا يزال صداها يتردد، ولا سيما في ما يتعلق بالملاحظات والانتقادات التي وجهها الدكتور جعجع الى العهد والمحيطين به. وهو أمر سيضيف الى الاشتباكات السياسية المتواصلة اشتباكا آخر بعنوان مسيحي- مسيحي هذه المرة. فماذا بعد هذا الكلام؟ وهل نحن امام اصطفاف عمودي جددي في السياسة يعيد مشهد الاصطفاف بين 8 و14 آذار؟ وهل الرئيس الحريري في هذا الوارد، وهل هو قادر على تحمل تبعات مثل هذا الموقف؟.