رقعة البساتين لا تنفك تتوسع ، ولا تتوقف حلقات مسلسلها الأسود عن مباغتة اللبنانيين كل صباح بجديد يبشر بالأسوأ . فبعدما صار تعطيل الحكومة من الثوابت التي تترسخ يوما بعد يوم بحجة حمايتها من الانفجار إن اجتمع مجلس الوزراء قبل حل الأزمة أو أقله قبل وضعها على سكة الحل.
جاء إعلان رئيس الجمهورية أن الحادثة مدبرة وكانت تستهدف الوزير جبران باسيل وليس الوزير الغريب، جاء ليعلن حالا من التكافل والتضامن بين التيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي في مواجهة الحزب الاشتراكي.
أكثر من ذلك، إن دخول رئيس الجمهورية شخصيا على الخط، بحسب الاشتراكي ، يعطي الأزمة بعدا خطرا عبر عنه التقدمي باتهام الرئيس ميشال عون بالتحول الى فريق بدلا من أن يأخذ مسافة واحدة من اطراف الأزمة، وسيتوسع الاشتراكي في التعبير عن هذه الصورة في مؤتمر صحافي يعقده ظهر الثلثاء
وفيما قيل أن موقف الرئيس عون الغى دور ارسلان ما يعني أنه اسقط , من حيث لا يدري , سيناريو المكمن ومقولة استهداف الغريب ، جاء رد اوساط التيار بأن وزيرا حل مكان وزير ، وان هناك قتيلين جراء الحادث الأمر الذي لا يلغي الجريمة.
توازيا، تكشف “الإم تي في” في سياق النشرة اعترافات الموقوفين لدى فرع المعلومات ومضمون رسائل نصية وصوتية تعرض للمرة الاولى. من هذه الأزمة ننتقل الى الأزمة الفلسطينية المتفاعلة عسكريا داخل عين الحلوة والتي أرسلت اشارات مخيفة الى من يريد أن يقرأ ويفهم من أهل القرار في لبنان، مفادها أن الاحتجاجات على قرار وزير العمل والاشتباكات الأخيرة في عين الحلوة، ليست سوى رجع صدى لأجندات اقليمية تريد استتباع الحال الفلسطينية والامساك بقرارها في زمن المشاريع الدولية المعدة للمنطقة وما يرافقها من لعب على حفافي الحرب من هرمز مرورا بادلب وصولا الى لبنان إذا دعت الحاجة. كل هذا في غياب مريب لأي وساطة أو دور مرجعي، غير الدور الذي يضطلع به الرئيس بري بخجل، وقد نعاه النائب محمد رعد من عين التينة بالقول إن الوضع بات يحتاج الى دعاء.