هذا في الوجداني والوطني، أما في الواقعي، فعجلات الدولة لا تنفك تغرق في البساتين، واليوم أخذ الوضع السياسي ابعادا خلافية خطرة.
الرئيس بري أطفأ محركات وساطته على زعل، بعدما صارت المشكلة بين بعبدا والمختارة على خلفية اتهام الرئيس عون جنبلاط باستهداف الوزير باسيل في قبرشمون.
واللواء ابراهيم بطل المهمات المستحيلة ترجل من مكوك الوساطة بعد كيلومترات طويلة قطعها على مثلث خلدة المختارة بعبدا وبعد عشرات الساعات من الحوار التوفيقي غير المجدي. والجديد الغريب أن واشنطن المنهمكة في هرمز وادلب وكوريا الشمالية والصين ، أصدرت سفارتها في بيروت بيانا نصحت فيه بضرورة اخراج قضية البساتين من متاريس التحدي والتطييف والتجييش العشائري والعودة بها الى القضاء النزيه غير المتأثر بأي ضغوط، فالتركيبة اللبنانية غير قابلة للمس لأنها ركن الاستقرار الأمني والمالي وعلة وجود لبنان. ووسط كل الاختلافات، الاجماع كبير والصوت واحد: افصلوا البساتين عن مجلس الوزراء واستأنفوا الجلسات وإلا سيواجه لبنان كارثة محققة جراء تصنيف ستاندرد أند بورز .
وللمفارقة، إن الترجمة الحرفية لبورز بالعربية ، تعني فقراء، فافهموا وانضبطوا واتقوا الله.