الرئيس الحريري يزور الرئيس عون وينضم اليهما اللواء عباس ابراهيم ، موضوع البحث السعي الى إعادة اطلاق جلسات مجلس الوزراء. بعد اللقاء وصف الرئيس الحريري الاجتماع بالايجابي وبأن الحلول باتت قريبة وأنا متفائل وعلينا الانتظار قليلا. ترجمة لهذا الموقف توجه اللواء ابراهيم الى خلدة حيث التقى النائب ارسلان.
ما رشح من معلومات أن ابراهيم ابلغ المير بأن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا الجمعة في بعبدا، تغيب عنه قضية البساتين على أن يتناول الرئيس ميشال عون القضية من دون فتح باب النقاش فيها وهو سيؤكد أنها ستواصل سلوكها درب القضاء الى أن تنجلي كل تفاصيلها وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه، ويتوقع أن يرضى المير بالتخريجة. لكن السؤال الأصعب : هل يرضى وليد جنبلاط بهذا السيناريو بفعل الثقة المفقودة بين الاشتراكي والعهد ؟ وما هي الضمانات التي ستطمئن جنبلاط الى أن المجلس العدلي لم يعد احتمالا واردا وأن المحكمة العسكرية غير مسيسة، وبأن الرئيس الحريري يمكن أن يلعب دور الشريك الضامن الى النهاية، حتى لو كان الثمن أن يغادر الى اميركا من دون جلسة لمجلس الوزراء.
وفي انتظار ما ستسفر عنه وساطة اللواء ابراهيم التي يمكن أن تفضي في حال نجاحها الى اجتماع لمجلس الوزراء بعد ظهر الجمعة في بعبدا او السبت، فإن الأسباب التي دفعت الرئيس الحريري الى تشغيل محركاته بعد إطفاء الرئيس بري محركاته أمس ، هي شعوره الأكيد بأن البلاد بلغت مرحلة الكارثة الاقتصادية و المالية، وهي تتحضر من دون حكومة الى تلقي ضربة قاضية، إذا صح بأن تقرير ستاندرداند بورز السلبي سيصدر في الثالث والعشرين من آب.
الى جانب هذا، لا يخفي الحريري خشيته من مفاعيل النفخ المتواصل في نار الفتنة ولا يستسهل مطلقا بالخطب المسعورة التي قد تنجح في ساعة تخل ، في اختراق مناعة الناس ضد العودة الى الحرب. ولعل جرس الإنذار الأقوى قرأه الحريري في سطور البيان الذي وزعته السفارة الأميركية أمس، والذي جاء استكمالا للأجواء الجدية جدا والخطيرة التي تجمعت لديه والتي دفعته للتوجه الى واشنطن في سعي منه لإقناع الإدارة الأميركية بتخفيف اندفاعتها العقابِّية ضد لبنان ولعدم حجبها أموال سيدر .
وقد شعر الحريري بأنه ولكي يكون مقنعا عليه أن يبرهن للأميركيين بأن حكومته جدية وواعية للمخاطر التي تتهدد لبنان، والدليل الوحيد يكون باجتماع مجلس الوزراء، فهل ينجح ؟