Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 09/08/2019

مصارحة ام مصالحة؟ مقاربة شاملة للمشكلة أم مقاربة جزئية ؟ حل مرحلي يبقي الجمر تحت الرماد أم دائم يمنع تجدد الحريق ؟ هذه الأسئلة طرحت اليوم ما أن أعلن عن الاجتماعين في قصر بعبدا، وما توصل المشاركون فيهما من قرارات .

لكن الاسئلة الأبرز ظلت الاتية: “شو عدا ما بدا” حتى تغير الجو بين ليلة وضحاها؟ ماذا حصل حتى محا هدوء النهار تصعيد الليل ؟ وكيف تبدلت الامور 180 درجة في الساعات القليلة الفائتة؟ جملة معطيات أدت الى تغيير الموقف وتبدل الامزجة .

فهناك أولا الضغط السياسي الدولي ، وخصوصا الضغط الاميركي والاوروبي، وهناك ثانيا الضغط المالي والاقتصادي ، والخوف من أن يساهم الفشل السياسي والعجز الحكومي في توجيه ضربة جديدة الى الوضع الائتماني للبنان وان ينهيا امكان حصول لبنان على ما تبقى من أموال سيدر.

وهناك ثالثا وأخيرا شعور الفرقاء المحليين جميعا انهم وصلوا الى الحائط المسدود وانهم بالغوا في مطالبهم ووضع شروطهم حتى اصبحوا في حاجة الى من ينزلهم عن رأس الشجرة .

المهم ان المحركات المطفأةاعيد تشغيلها وبالقوة القصوى ، فكان أن عادواالى بعبدا، ولو بعد انتظار طويل.

لكن، ماذا حصل في بعبدا؟ اجتماعان ميزا اليوم الطويل والايجابي، الاول اقتصادي مفاجىء، والثاني سياسي منتظر، الاجتماع الاقتصادي عبر عن رغبة كامنة لدى المسؤولين في الانتقال من وضع الى وضع آخر.

فالتحديات كبيرة، وجرس الانذار المالي والاقتصادي يدق بقوة، لذا كان لا بد من رزمة قرارات ومعالجات لاخراج الوضع الاقتصادي – المالي من عنق الزجاجة.

وهو امر ما كان ليتحقق لولا الانفراج السياسي الذي تجلى في الاجتماع الثاني ذي الطابع السياسي، فلقاء رئيس التقدمي الاشتراكي ورئيس الديمقراطي اللبناني برعاية رئيس الجمهورية وحضور رئيسي مجلس النواب والحكومة فتح الباب امام المصارحة والمصالحة، وكرس الرغبة في فصل المسار القضائي عن المسار السياسي، وهو ما تأكد في البيان المقتضب الذي تلاه رئيس الحكومة سعد الحريري بعد انتهاء الاجتماعين.

فمبروك للبنانيين المصالحة التي انتظروها منذ اربعين يوما، ومبروك عودة الحكومة الى الاجتماع قبل ظهر غد السبت، والى اللقاء في موعد آخر مع المماحكات والخلافات وحماوة التصريحات!