ماذا يحصل في ملف إجازات العمل للاجئين الفلسطينيين؟، ولماذا حاولت بعض القوى السياسية استغلال غياب وزير العمل عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، لوقف الاجراءات العملية التي يتخذها الوزير المعني، ولوضع يد مجلس الوزراء على ملف عمالة الفلسطينيين تمهيدا لتمييعه؟.
البيان- المفاجأة الذي أصدره الوزير كميل أبو سليمان، يكشف المستور ويفضح ما كاد يحصل. إنه بيان قانوني هادىء شكلا، لكنه سياسي متفجر في المضمون، ويؤشر إلى نوع من أنواع المؤامرة التي حيكت لالغاء مفاعيل توجهات الوزير أبو سليمان الذي يندفع ويضغط في اتجاه تطبيق القانون اللبناني.
والواضح من العودة إلى وقائع جلسة مجلس الوزراء، أن محاولة التمرير الملغومة جاءت من الرئيس الحريري وفريقه ومن وزراء “الحزب التقدمي الاشتراكي”. فكيف سيحل الموضوع متى عاد مجلس الوزراء إلى الانعقاد؟، وهل ينبىء ما حصل أننا قد نكون أمام اصطفافات حكومية جديدة، وخصوصا أن وزير العمل يمثل حزب “القوات اللبنانية” ويعمل وفق توجهاته، فيما معارضو قراره هم حلفاء مفترضون ل”القوات”، أي من تيار “المستقبل” ومن “الحزب التقدمي الاشتراكي”؟.
على مسار آخر، أجواء ترميم التسوية تتعمم وتتعزز يوما بعد يوم. وجديدها الاعلان عن اتصال أجراه الرئيس ميشال عون برئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وبالأمير طلال ارسلان وبشيخ عقل الطائفة الدرزية. الاتصالات الثلاثة، وإن جاءت في اطار التهنئة بعيد الأضحى، لكنها وفق البيانات الاعلامية الصادرة جرى التطرق فيها إلى آخر التطورات في لبنان، ما يثبت البعد السياسي لها، إضافة طبعا إلى الطابع الاجتماعي.
توازيا، رئيس الحكومة سعد الحريري وصل إلى الولايات المتحدة، لكن لقاءاته الرسمية تتركز يومي الخميس والجمعة، وأبرزها لقاؤه وزير الخارجية مايك بومبيو. ووفق المعلومات فإن لقاءات الحريري لن تكون سهلة، باعتبار أن الادارة الأميركية تحاول استكمال حصار ايران عبر البوابة اللبنانية.
لكن، وبعيدا من السياسة وهمومها، فإن مسلسل الفضائح البيئية لا يتوقف. أمس ألقت ال”أم تي في” الضوء على كوارث بيئية تحصل إن في نطاق بيروت الكبرى أو في منطقة زغرتا- اهدن. واليوم فضيحة بيئية مدوية من نوع آخر، تتعلق بمحطات الصرف الصحي التي أغرقت لبنان بمياه المجارير. وهل ثمة من يسأل بعد لماذا الأمراض على أنواعها، وخصوصا السرطانية منها، تنتشر بكثافة في كل لبنان؟.