كل الحلول سقطت أمام مطمر تربل. نفايات الأقضية الاربعة في الشمال كشفت المستور، وأكدت ان ثمة مسؤولين وزعماء وقادة أعجز من ان يتحملوا مسؤولية مطمر، فكيف يمكنهم ان يتحملوا مسؤولية وطن؟ بالأمس صدرت توجيهات، وعلى أعلى المستويات، الى وزيرة الداخلية لتؤمن المؤازرة الامنية لنقل نفايات الاقضية الاربعة الى مطمر تربل من جديد، وذلك بانتظار التوصل الى حل نهائي. وهو ما حصل بالامس وقبل ظهر اليوم. لكن عصرا تعقدت الامور مجددا، وتبين ان هناك من لا يريد اعادة فتح المطمر، ولو بصورة موقتة. الموقف الابرز جاء على لسان الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، الذي اصدر بيانا أكد فيه ان الصرخة واحدة مع اهل المنية وهي: لا لاقامة المطمر لا اليوم ولا في اي يوم.
ما حصل أدى الى سقوط ضحيتين، الاولى: الحل الموقت للنفايات في الشمال، اذ ان الامور عادت الى نقطة الصفر. أما الضحية الثانية فالالفة المسيحية – الاسلامية التي باتت في خطر في المنطقة. فرغم كل ما قيل ويقال فان النفايات في الشمال صارت مسيسة ومطيفة وممذهبة، لأن رجالات الدولة والمسؤولين تخلوا عن مسؤولياتهم، وتركوا الشارع يقودهم بدلا من ان يقودوا هم الشارع. وهل من يسأل بعد: لماذا حالتنا على كل الصعد صارت زبالة بزبالة؟.
سياسيا، الانظار متجهة الى اللقاء المنتظر غدا بين الرئيس سعد الحريري ووزير خارجية أميركا مايك بومبيو. ووفق المعلومات، فان الادارة الاميركية ستكون واضحة في الموقف الذي ستبلغه للحريري، من دون ان يعني هذا انها ستغير سياستها تجاه لبنان. فهي حريصة على الاستقرار فيه، وتعتبره أمرا حيويا بالنسبة الى استراتيجيتها في الشرق الاوسط. واللافت ان القائد العام للحرس الثوري الايراني استبق لقاء الحريري – بومبيو باعلانه ان حزب الله اكتسب قدرات في سوريا تمكنه من ان يقضي لوحده على اسرائيل في اي حرب محتملة. والموقف الايراني اللافت بقوته وتوقيته لن يسهل مهمة الحريري في العاصمة الاميركية.
من جهة أخرى، الرئيس عون يستعد للانتقال الى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين الجمعة المقبل. الانتقال المذكور يكتسب اهمية استثنائية هذه السنة، لأن الاستقبال والاجواء ستؤشر الى اتجاه العلاقة في المستقبل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فهل يؤدي انتقال عون الى بيت الدين الى نقلة نوعية والى تعزيز أجواء المصارحة والمصالحة التي انطلقت من بعبدا؟”.