الدينامية السياسية تعود بقوة. ففي بيت الدين حركة استقبالات لرئيس الجمهورية، اضافة الى توضيح من رئاسة الجهورية بعد كلام عون امس عن الاستراتيجية الدفاعية. وفي السراي الحكومي عادت الحركة الى طبيعتها بعد انتهاء زيارة الرئيس الحريري لواشنطن.
العودة الحريرية جاءت مميزة اذ بدأت بمؤتمر صحافي عقده في المطار من بوابة توسعة المطار، وفيه تطرق الى العقوبات الاميركية والى الوضع السياسي الداخلي. وابرز ما فيه تكراره الموقف الذي اعلنه من واشنطن من ان من يمس بوليد جنبلاط يكون قد تعرض لكل الاحزاب السياسية توازيا ، اعلن الوزير جبران باسيل عن زيارة ثانية يقوم بها قريبا الى الجبل، بعدما قطعت زيارته الاولى في قبرشمون، اضافة الى زيارته الامير طلال ارسلان في خلدة.
كل هذا يعني انه رغم المصارحة المصالحة، فان الاصطفاف السياسي على حاله، وهو ما سيتبلور سياسيا وحكوميا في الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء في بيت الدين الخميس المقبل،اضافة الى ابعادها السياسية فان الجلسة المذكورة مهمة لسببين.
الأول، لأنها تأتي قبل يوم واحد من صدور تقرير “ستاندرد اند بورز” عن الوضع الائتماني للبنان. فالكلام كثير على تحديات اقتصادية كبيرة تواجه لبنان. فهل من خطة لدى مجلس الوزراء لمواجهة الواقع الصعب؟ ان معظم الافرقاء السياسيين يتحدثون عن الحاجة الماسة والملحة الى طاولة حوار والى خطة طوارىء اقتصادية، لكن حتى الان الكلام لا يزال كلاما، فمتى يتحول فعلا ؟
اما السبب الثاني الذي يعطي اهمية استثنائية لجلسة مجلس الوزراء الخميس فيتعلق بملف النفايات. وهو ملف متفجر، والدليل ان رئيس الحكومة بدأ نشاطه في السراي بعد ظهر اليوم بعقد اجتماع لمناقشة الملف المعقد والذي يكتسب يوما بعد يوم ابعادا مناطقية وطائفية ومذهبية. فهل لدى مجلس الوزراء الجرأة على اتخاذ قرار بيئي علمي موضوعي؟ وهل يمكنه، ولو لمرة واحدة، ان يغلب مصلحة الوطن وصحة المواطنين وحياتهم على مصلحة المناطق والطوائف والمذاهب؟ /