كل وطني تسري في عروقه دماء لبنانية يدين بأشد العبارات الإنتهاك الإسرائيلي لسيادتنا ، ولا ننتظر لننتفض على هذه المهانة أن تسقط الطائرتان المعاديتان فوق الضاحية أو تسقطان بحجارة الصبية او جراء عطل تقني، أو تنفيذا لهجوم ضد هدف لبناني، بل يجب أن يظل صوت الإعتراض مرتفعا ضد عشرات الطائرات الإسرائيلية التي حلقت وتحلق على الدوام في سماء لبنان .
في المقابل يستحق اللبنانيون المتضامنون من حزب الله الإلتفات الى المصلحة الوطنية اللبنانية وأخذ المشتركات في الحسبان. يكتسب هذا الكلام أهميته القصوى بعد الإعتداء الإسرائيلي فجرا، خصوصا أن السيد حسن نصرالله كان واضحا في موقفه من العين البقاعية إذ أعلن سياسة العين بالعين، فهو لن يسكت عن الإستباحة وسيتخذ كل ما يمنع المسيرات الجوية الإسرائيلية، مؤكدا أن حزب الله سيسقطها في سماء لبنان، وذهب أبعد إذ أنذر إسرائيل بأن الرد على مقتل أي عنصر من حزب الله في سوريا سيتم في لبنان وليس في مزارع شبعا، مهما كانت التبعات، شاء من شاء وزعل من زعل في لبنان.
من هنا المطالبة بضرورة قيام الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي يتوافق عليها الجميع. ولعل ما حصل من هجوم مدان على موقع حزب الله في الضاحية ، يأتي وكأنه رد من الميدان على السؤال الذي طرح على رئيس الجمهورية في بيت الدين حول الاستراتيجية الدفاعية: نعم ان الامور تبدلت على الارض كما قال الرئيس عون، لكن بما يحتم فعلا ضرورة التوصل الى هذه الاستراتيجية وليس تأجيلها او التخلي عن البحث بها، وإلا نكون نعمل على تكريس مفهوم السيادتين في لبنان: شكلية وفعلية. في السياق، وبعد الادانات الرسمية والشعبية للاعتداء، تلقى الرئيس الحريري اتصالا من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو دعاه فيه الى تجنب التصعيد ومنع التدهور، فرد الحريري منبها الى مخاطر استمرار الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701. مما تقدم فإن الملامة وتقارير مؤسسات التصنيف يتحملهما لبنان الرسمي، فيما السؤال عن الغد يوجه الى السيد حسن نصرالله.