عمد الرئيس المكلف سعد الحريري الى تبريد الساحة الداخلية قبل عودته من باريس المتوقعة الثلاثاء، ما يسهل عليه الدخول في صلب عملية تأليف الحكومة، الخطوة جيدة لكنها غير كافية فقد صمت المتساجلون لكن القلوب ملآنة، اضافة الى ان المتسابقين على الحقائب والاحجام اوصلوا انفسهم الى اماكن وشروط لا يمكنهم التراجع عنها بسهولة، هذا في المعنوي، اما في العملي فالمطلوب كبير، لكن قدرات الحريري على تلبية الطلبات التعجيزية محدودة، والمتاح امامه هو اعادة استنساخ الحكومة الحالية مع بعض التعديلات التي تأخذ نسبيا بما افرزته الانتخابات من احجام جديدة، هذا اذا صفت النوايا وتم وضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات.
النتيجة العملية لتبريد السجالات ظهرت تباشيرها خارج اطار تأليف الحكومة، فسلك مرسوم تعيين قناصل فخريين طريقه الى الحل بتحويله من الخارجية الى وزير المال لتوقيعه، لكن ازمة جديدة قد تطل على الساحة على خلفية وقف وزير الداخلية العمل بالتأشيرات التي يعطيها الامن العام للايرانيين الذين يزورون لبنان خارج جوازات السفر، لان الامر يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، فمحاذير الاستمرار في التدبير، ترى فيه المرجعيات الدولية التفافا على العقوبات المفروضة على ايران.
في سياق امني اخر، ابناء البقاع ينتظرون الخطة الامنية الفعالة التي تضع حدا للفوضى القاتلة القابضة على منطقتهم.