“الوضع في لبنان تحت مراقبة دولية يومية لصيقة، ان سياسيا او اقتصاديا.
فلم يكد الموفد الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات سيدر بيار دوكان يغادر بيروت، حتى تلقى رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
اهمية الاتصال انه يأتي بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على مغادرة دوكان، وقبل خمسة عشر يوما تقريبا من اللقاء المنتظر بين الرجلين في باريس.
ماكرون والحريري تطرقا الى ملفين دقيقين متلازمين:
– الملف الاول سيدر والاصلاحات التي يرى المجتمع الدولي ان على الحكومة اللبنانية تحقيقَها
– وأما الملف الثاني فسياسي – امني بامتياز، ويتعلق بما حصل في الجنوب.
واللافت ان الرئيس الحريري اكد لماكرون تمسكه بالقرار 1701، وهو ما اكده ايضا رئيس الجمهورية اثناء لقائه ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان.
موقفا عون والحريري يعنيان في وضوح ان كل ما قيل وتردد عن سقوط الخطوط الحمر جنوبيا وحدوديا هو كلام للاستهلاك الشعبي لا اكثر ولا أقل، وان الستاتيكو الذي كان قائما قبل الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية بالمسيرتين، عاد ليفرض نفسه بارادة اقليمية ودولية واضحة.
داخليا: أجندة الاتصالات والمشاورات حافلة في عطلة نهاية الاسبوع. فغدا لقاء في عين التينة طال انتظاره بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله.
اهمية اللقاء انه يأتي بعدما وصلت الامور بين الطرفين الى مرحلة دقيقة من التأزم، ويعبر عن رغبة لدى الطرفين في فتح صفحة جديدة بينهما.
واهميته ايضا انه يفتح الوضع السياسي في لبنان على مزيد من التطبيع والاسترخاء، في ظل توافقِ معظم الاطراف على ترييح الوضع السياسي للانصراف الى معالجة الوضع الاقتصادي الدقيق.
الحدث السياسي الثاني يتمثل بالزيارة التي يقوم بها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لمنطقة الشوف، وهو سيقوم غدا بجولة محادثات واتصالات مع عدد من فعاليات المنطقة، على ان يختتم الزيارةَ مساء بعشاء يقيمه على شرفه النائب جورج عدوان في دير القمر.
وتتزامن زيارة جعجع المنطقة مع زيارة يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
وعليه يتوقع حصول لقاء بين الراعي وجعجع، كما ومن غير المستبعد حصول لقاء بين جعجع ورئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط”.