Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 19/09/2019

دقائق قبل توجه الرئيس الحريري المفاجىء الى السعودية ، كانت الحكومة والمرجعيات الرسمية اللبنانية يعملون على إنجاز موازنة الـ2020 وسط آمال رمادية بأن يؤتي ما يقومون به للنهوض بالاقتصاد ثمارا إيجابية. فبالإضافة الى أن الخطط الحكومية تنقصها الفاعلية، والى أن الموازنة مليئة بالثقوب والمطبات ، يخنق الضغط الخارجي بفكيه المالي والسياسي فرص النهوض، يلاقيه حزب الله من الداخل باندفاعته المصرة على ربط لبنان بزلازل المنطقة .

لكن زيارة الحريري السعودية أحدثت ثغرتين في جدار الأزمة : فهي وعدت بإنعاش ماليته المترنحة وسمعته المهتزة تجاه دول سيدر والدائنين والمقرضين، وصحته على ضرورة أن يفرمل بعزم انزلاقه الى حيث يقوده حزب الله .

على الضفة الأخرى من المتوسط ، في فرنسا تحديدا ، سيلاقي الرئيس الحريري الاحتضان نفسه حيث أعد الرئيس ماكرون له سلة مشاريع وحوافز من شأنها أن تبعد لبنان عن الانهيار وتشجع الاستثمار فيه وتخلق الحوافز الضرورية لإعادة بناء شاملة لإدارته واقتصاده.

هذا في الشق المضيء من الزيارة ، أما في الشق الرمادي ، فالرئيس الحريري يعرف أنه يتعين عليه أن يلتزم أمام مضيفيه بأن حكومته ستدخل المزيد من التحسينات والاصلاحات في متن الموازنة ، أو في موازاتها .

وفي الإطار ، لا بد من التوقف مليا عند طروحات التيار الحر والقوات اللبنانية والقوى الناشطة خارج الحكومة فتأخذ منها ما يزودها جرعات تحتاجها من الصدقية والعلمية والعملانية .

في الانتظار ، لبنان الآخر توزعت اهتمامات مسؤوليه بين متفرغ لسجالات عقيمة لا ترتقي الى مستوى المخاطر الداخلية والاقليمية بل تدفع الى السقوط فيها ، وبين محاولات رسمية يقودها رئيس الجمهورية لطمأنة اللبنانين والعالم الى أن لبنان سيخرج من الكبوة التي هو فيها.

وفي السياق التخريبي الماجن ، لفتت الهجمة الدونكيشوتية التي يشنها رئيس الجامعة اللبنانية على كل الاعلام ، والتي ووجهت من الجسم الاعلامي بصوت غاضب ومستهجن ورافض واحد .

إقليميا ، السباق على أشده بين الانزلاق الى الحرب والحفاظ على الاستقرار في الخليج ، ولم تظهر حتى الساعة أي نتائج ملموسة مطمئنة من زيارة وزير الخارجية الأميركية بومبيو الى السعودية ودولة الإمارات