التباينات تتظهر والتجاذب يقوى وتشكيل الحكومة يتعقد يوما بعد يوم ، ما كان خفيا برز وما كان يقال بواسطة المصادر والاوساط قيل اليوم بوضوح وصراحة وعلى اعلى المستويات، فاجتماع ليل امس بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع انتهى الى خلاصة واضحة اربعة وزراء للقوات اللبنانية من ضمنهم نيابة رئاسة الحكومة.
هو موقف استلزم رد مزدوج ومتكامل ومتناغم من رئاسة الجمهورية ومن التيار الوطني الحر وفي المرة الاولى تدخل الرئاسة الاولى على خط السجال السياسي والحكومي عبر بيان ذكرت فيه بالدستور وبالاعراف وتشددت بالمطالبة بنيابة رئاسة الحكومة وبوزراء يشكلون فريق الرئيس في حين طالب التيار بالمقابل بالعودة الى النسبية والتناسب بين عدد الوزراء وعدد النواب لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
هكذا فان مشهدا سياسيا جديدا بدأ يرتسم انطلاقا من عملية تشكيل الحكومة فمن جهة هناك تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية ومن جهة ثانية هناك تكتل لبنان القوي مدعوما من رئاسة الجمهورية والاخطر ان رئيس التيار الوطني الحر اعلن بعد اجتماع التكتل سقوط تفاهم معراب والسؤال كيف سينتهي هذا الكباش وهل يعني ان عملية تشكيل الحكومة ستتأخر كثيرا ؟ .
توازيا، علمت الـmtv ان الرئيس بري غادر الاراضي اللبنانية اذ فوجئ الذين كانوا على موعد معه عند السادسة انه سافر وبدأ اجازة ما يعني ان اجواء عين التينة لا توحي بقرب التشكيل .
المشهد الحكومي على اهميته لم يلغ تطورا اخر تمثل باعلان وزير الداخلية عدم تعديل مرسوم التجنيس حتى اصدار مجلس شورى الدولة قراره، فهل المقصود من كل السقوف الكلامية العالية حكوميا تمرير مرسوم التجنيس بكل عيوبه واشكالياته وفضائحه؟