واضح جدا أن الرئيس الحريري عاد من الإمارات وعلى وجهه إمارات أمل بغد أفضل للبنان، لكن بلوغ هذه الغاية يجب أن يحصل بجهد لبناني، فقد سقطت كل فترات السماح، وتوقفت حنفيات العرب عن تغذية السلال اللبنانية المثقوبة. والمطلوب عربيا من لبنان كي يستحق المساعدة، هو نفسه الذي يطلبه رعاة سيدر، ولكن بلهجة خليجية، ويمكن اختصاره بالآتي: أولا، إنفصال صريح عن حزب الله مقرون بقرارات عملية لا إنشائية. ثانيا، قرارات إصلاحية لا لبس فيها تضبط المالية العامة وتحسن الجباية وتوقف التهرب والتهريب عبر الحدود والمرافىء والمرافق. ثالثا، خطة نهوض اقتصادية -انمائية تضع حدا لنزيف المالية العامة، على أن يكون قطاع الكهرباء هو المشروع النموذجي .. وإلا، شدد العرب، لا تتكلوا علينا.
وفي نسف منهجي سريع لأول مدماك ثقة تجريبي سعى الرئيس الحريري الى بنائه، هدد حزب الله بلسان النائب محمد رعد بفتح تسونامي النزوح السوري الى أوروبا، في خطوة تلاقي طهران في تحذيرها أوروبا من مغبة الخروج من الاتفاق النووي. يتزامن التهديد مع فتح تركيا معركة شمال سوريا بعد تخلي أميركا عن الاكراد. في الانتظار، الحكومة اللبنانية تسعى بصمت الى إنجاز فرضها، والذي يتمثل أولا بالانتهاء من موازنة 2020 ضمن المهلة المحددة، لكن الصرخات المطلبية الصادرة من الداخل تضعها في موقف صعب، فإن أرضت الخارج البراغماتي، أغضبت اللبناني المأزوم. فبعد العسكر المتقاعد الذي كرر أعلان وجعه اليوم، يتوقف التجار عن العمل رمزيا ساعة الخميس، وبين الغضبين تنتصب الملفات التموينية العالقة، فكيف السبيل الى الخروج من المأزق؟ ويجيب أحد المراقبين، ربما بتفجير قنبلة تعديل قانون الانتخاب.