قسم من الدولة يشد الرحال نحو الشرق كوجهة سياسية لمعاقبة الغرب وبعض الداخل، وتحديدا نحو سوريا وروسيا من دون إيران، لأنها موجودة عندنا عبر حزب الله. هذه الوجهة تتطلب من رحالتها ومنظميها على ما يبدو حمل بيارق تحالف الأقليات، الأكثر ضعفا واستهدافا كالمسيحيين، و الأكثر قوة كالشيعة، من دون أن يكون لليهود مكان واضح في القافلة حتى الساعة. القسم الآخر من الدولة وهو يضم مسيحيين وغير مسيحيين، لا يوافق على هذا الخيار ويطالب بوقف هذه الإندفاعة التي يعتبرها خطرة و مكلفة ويدعو الى التزام الحياد، وإبعاد لبنان عن ممر الفيلة.
والمحير أن هذه الاندفاعة أوقظت الآن فيما الحروب مستعرة في كل الشرق، وكأن أمر عمليات صدر للبنانيي الممانعة يلزمهم الالتحاق بالمعركة تحت طائلة المسؤولية. علما بأن أجندات المتجهين شرقا تختلف مبدئيا بين من يريد لبنان دولة ومن يريده قطرا تابعا لإمبراطورية غير واضحة المعالم بعد. القرار الذي اطلقه الوزير باسيل أمس واعطاه الرئيس عون بعدا وجوديا عقائديا اليوم، لاقى في الداخل رفضا من شركاء التسوية، أعنفه كان للتقدمي الاشتراكي، وولد نقزة لدى الدول الصديقة، في وقت يصارع لبنان لإمرار الموازنة، وهو يتخبط في خزانات المحروقات ومعاجن الأفران والمطالب المعيشية الحارقة، اين منها حرائق الأحراج التي كادت تلتهم ساحل الشوف او التلميحات على لسان حزب الله بمعاقبة ميدانية للمصارف.