بعد سبعة أيام بلياليها لم يقتنع أهل السلطة بالعودة الى رشدهم وعدم سلوك الطرقات الوعرة التي سلكها في التاريخين القريب والبعيد مستبدون وأباطرة، انتفضت عليهم شعوبهم فقمعوها، ما أدى الى إهراق دم غزير وإحداث خراب عميم قبل سقوطهم عن عروشهم.
أيهما اسهل وأعقل ايها السادة: الاستماع الى أنين الناس وتلبية مطالبهم المحقة أم الإنكار والمكابرة؟ وبعد ألم تعترفوا بألسنتكم أن الشعب على حق في ما يسعى الى تحقيقه، فلماذا العناد إذا؟. إن صوت الشعب هو من صوت الله وهو الذي أنتخبكم في لحظة تخلي فبأي منطق ترفضون تسليمه الأمانة بعدما خنتموها.
نقول هذا الكلام بعد سبعة أيام راهنتم خلالها على أن الناس ستتعب وتيأس وتجوع ففشلتم، وبعد أن استجديتم صانعي المطر عل المطر يرطب عزائمهم ففشلتم، وبعد أن راهنتم على زج الجيش في المعركة بحجة فتح الطرقات لأسباب تدعون انها نبيلة ففشلتم.
وراهنتم على كسر الحلقة الفولاذية التي صنعت منها الثنائية الذهبية: الجيش والشعب، ففشلتم. وهنا نفتح الهلالين لنلفتكم الى أن الجيش لقنكم درسا ثمينا إحفظوه: المؤسسة العسكرية لم تعد وسيلة قمع في يد السلطة كما أريد لها أن تكون زمن النظام السوري، بل صارت آلة حكيمة لحماية الوطن، وهذا ظهر جليا على الخط الساحلي، عندما اختلطت الدموع وتعانقت الوجنات وتشابكت الأيدي لما التقى عناصرها وضباطها شعبهم المتألم المعتصم، وقد تلقوا دعما نادرا من سلطاتهم الروحية التي استشعرت الخطر.
في المحصلة اختصروا المعاناة والتفتوا الى الدولة الموازية كيف يقمع حزب الله ناسه في النبطية الشهيدة، أليست هذه المدينة قطعة جريحة نازفة من لبنان؟ أم أن سيادتكم تقتصر على الخط الساحلي من بيروت الى طرابلس. ايها السادة، اتقوا الله أقيلوا الحكومة وشكلوا أخرى مستقلة ترضي اللبنانيين، وأقلعوا عن محاولات رشوتهم بحلول ترقيعية كاذبة خبروها وتجرعوا مرارتها مئات المرات منذ الاستقلال، وأنتم تعلمون جيدا أنهم لن يلدغوا منها هذه المرة، ولذلك هم في الشوارع الآن.