Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 29/10/2019

أثبت الشعب اللبناني أنه لم يجمع مرة على أمر إلا وانتصر، فبعد ضغط متصاعد تمكنت الانتفاضة المثخنة ظلما وقهرا وحرمانا أن تحول هذه العوامل الى قوة دافعة للتغيير، لم تستخدم الحقد ولا التخريب وسيلة للتغيير ، بل تحركت ضمن ما تقول به كتب الديموقراطية.

وما أعطى حركتها هذا البعد الناصع هو ما سبق استقالة الرئيس الحريري من أعمال عنف وحشية حولت ساحتي الشهداء ورياض الصلح، برمزيتهما المغمسة بالشهادة، الى ساحتي غزو ونهب وشتيمة، الأخطر فيها أنها كانت مبرمجة ومليئة بالرسائل الخطرة غير المشفرة.

والمقارنة بين الحركتين إذا جازت المقارنة، أن الحركة الحضارية التي دامت ثلاثة عشر يوما عززت اللحمة بين الناس وغسلت جباههم من دنس الطائفية وأمنت نصرا نظيفا للنموذج اللبناني. فيما الحركة الثانية التي دامت دقائق معدودة عادت بالمهانة على منفذيها ورعاتها وانحسرت لا أسف عليها.

الى أين من هنا؟ الجواب عن هذا السؤال يفترض أسئلة كثيرة: أولا، هل يبقى الحراك في الشارع أم ينسحب الى الساحات مبقيا الطبقة الحاكمة تحت ضغط معنوي ومادي تؤلف في ظله الحكومة المنشودة، أي حكومة اختصاصيين مستقلة؟. ثانيا، الى المعتصمين، كما فاجأتم أنفسكم واللبنانيين بانتفاضتكم المجيدة، هل ستفاجئون اللبنانيين بلائحة قيادات تشكل منها الحكومة مزودين ببرنامج حكم عصري؟. ثالثا، الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحلفائهما: هل ستشكلون الحكومة التي طالب بها ملايين اللبنانيين،أم ستؤلفون حكومة كيدية لا تأخذ بما يحلم به الشعب الواعي، فتعتمد نموذج الخط الواحد وتلغي التنوع وتدخل لبنان في متاهات خطيرة ليس أقلها إيلاما فصله عن الأسرتين العربية والدولية وإغراقه في أزمة اقتصادية مالية بعد تجريده من ديموقراطيته ؟. كل هذا تحت عنوان خادع: فلتحكم الأكثرية ولتعارض المعارضة.

 

أخيرا، تحية الى سعد الحريري، لا لم تهزم، لقد خرجت من الحكم كبيرا منتصرا لإرثك التاريخي ولاقتناعك الراسخ بالديموقراطية وحرصك على المؤسسات والسلم الأهلي.