Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 30/10/2019

نصائح ووقائع وأسئلة الى أهل السلطة يطرحها عقال كثر يخافون على الوطن:
أولا، وحدوا خطابكم وتوصيفكم للغضب الشعبي العارم. هل ما جرى قام به مأجورون أم لبنانيون تواقون الى التغيير؟، إذ من المعيب أن تتبنى الرئاسات ما حصل وتسعى الى تجييره لمصالحها وتذهب الى حد التهديد بالشارع إن امتنع شركاؤها عن المساعدة في تشكيل حكومة الإختصاصيين الحيادية، فيما إعلام السلطة وأحزابها المؤثرة يتهمان المنتفضين بالعمالة.
ثانيا، إذا كان تبنيكم مطالب المنتفضين صادقا، فلماذا التأخير إذا في الدعوة الى الإستشارات لتكليف رئيس حكومة جديد بدءا من اليوم؟.
ثالثا، هل أصابتكم ضربة الناس على رؤوسكم بالهذيان؟، لأن كل ما تصرحون به وكل ما يسرب عن مجالسكم من أنباء يؤكد بما لا يقبل الجدل أنكم في الحقيقة تبحثون عن استنساخ طبعة غير منقحة من الحكومة الراحلة.

نطرح هذه التساؤلات لأن أهل السلطة كادوا يقنعون المنتفضين بأنهم تظاهروا أربعة عشرة يوما ضد مجهولين، وبأن أهل الحكم هم من صلب نسيجهم . والمقلق جدا هو التركيز الرسمي على كيفية قمع الناس، وتجاهلهم الخطر غير القابل للقمع والمتمثل في قرب انفجار البركان الإقتصادي- المالي أو التسونامي الشعبي الثاني. أما التوقعات المتشائمة بأن أهل السلطة لن يخرجوا من إنكارهم ، فتنبع من تعاطيهم غير الجدي مع ما حصل . فكل ما رصد من معالجات للأزمة إقتصر على محاولات التفاف واستيعاب لما جرى، وقد سجلت اليوم حفلة مشاورات في مطبخ كل مرجعية، استعدادا للاستشارات الرسمية الملزمة التي لم يحدد تاريخها بعد وسط ارتياح الى أن فتح الطرقات سيهدم انجازات الحراك الشعبي. وكل ما دار يتركز على دور كل مرجعية في الحكومة المقبلة وحصتها، وكيف تعزز موقعها في التركيبة.

لكن ما لم يجرؤ أحد على تسميته صراحة بعد هو أن عقدة العقد تكمن في تريث حزب الله في التعاطي مع الأزمة، وهو يبحث لأول مرة بعد حرب تموز عن فذلكة حكومية تمدد له تغطيته الشرعية ولا تفقده دور الآمر الناهي في لبنان، بما لا يخرج إيران من منظومة الدول المؤثرة في الإقليم إذا انكمش دوره في لبنان. هذا القلق عبر عنه الإمام الخامنئي بتحذيره القوى المنتفضة في لبنان والعراق من مغبة الخروج بتحركاتها عن الأطر الدستورية، فيما وصف مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني التظاهرات في بيروت وبغداد بنسخة جديدة من الارهاب السياسي.