Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الجمعة في 01/11/2019

تأجيل الاستشارات لا يعني انعدام المشاورات. فكل المعلومات تؤكد ان قوى سياسية كثيرة تتواصل مع بعضها بعضا بعيدا عن الاعلام، وذلك للتوصل الى قرار ما في ما يتعلق بعملية التكليف. حتى الان القرار لم يتخذ بعد.

طبعا الاتجاه الغالب هو لاعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، لكن المشكلة ان قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر تريد تسمية الحريري شرط الا يضع شروطا مسبقة. في المقابل الحريري لا يمكنه ان يتلقف نار التكليف قبل ان يعرف اتجاهات التأليف، وخصوصا ان الاشكالية الاساسية للحكومة الاتية تتعلق بهويتها وتركيبتها.

فالرئيس عون يريدها حكومة منسجمة قادرة على الانتاج. والسيد حسن نصر الله يريد حكومة سيادة حقيقية. فيما الدكتور سمير جعجع يريد حكومة تكنوقراط. فأي خيار سيتم اعتماده: حكومة سياسيين او حكومة تكنوقراط أم حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين، اي تكنو سياسية؟

في المواعيد: الاستشارات النيابية الملزمة ستجرى الاثنين او الثلثاء، وستكون ليوم واحد على ان تستمر الاتصالات بكثافة طيلة عطلة نهاية الاسبوع. والمميز فيها هذه المرة انها لا تقتصر على الأفرقاء السياسيين، بل تشمل قوى الحراك المدني وإن بطريقة غير مباشرة. فأهل السلطة واصحاب الحل والربط يدركون ان ما بعد انتفاضة 17 تشرين الاول ليس كما قبلها، وانه لم يعد ممكنا تشكيل حكومة لا تحوز ثقة الناس.

وهنا يكمن التحدي الكبير. لكن التحدي الاكبر يبقى الوضع الاقتصادي، الذي شهد اليوم بدء اعادة الحياة الى مؤسساته الحيوية التي توقفت عن العمل 1 يوما متواصلة، وهو امر نادرا ما حصل حتى في عز الحرب اللبنانية. فهل الحكومة المقبلة، مهما كانت طبيعتها وهويتها، قادرة على اجتراح الحلول المناسبة للوضع الاقتصادي المأزوم؟ والاخطر: ماذا لو لم تتشكل الحكومة قريبا؟ وما ستكون تداعيات الفراغ الحكومي على الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين؟