اليوم الخامس والعشرون للانتفاضة: يوم آخر من الحشد الشعبي على الطرقات وفي الساحات. في “أحد الطلاب” بدا الحراك في أزهى صوره. من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب، مرورا ببيروت والجبل والبقاع، ثبت الشعب من جديد حضوره ودوره، مؤكدا أنه أضحى الرقم الصعب في المعادلة السياسية والوطنية.
والواضح أن الحراك سيأخذ بعدا تصاعديا في اليومين المقبلين، مستفيدا من أمرين: الأول، العطلة الرسمية الاثنين في ذكرى المولد النبوي، والثاني جلسة مجلس النواب الثلثاء، والتي تتضمن بنودا كثيرة ملتبسة، لا سيما البند المتعلق بالعفو العام.
علما أن الأسبوع الطالع يشهد تطورات مفصلية مهمة. فغدا موقفان: الأول اقتصادي مالي لحاكم مصرف لبنان، والثاني سياسي للأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله. والثلثاء جلسة تشريعية في ساحة النجمة، ستشهد كباشا بين النواب الذين يرغبون في المشاركة في الجلسة، والحراك الذي سيقطع عليهم الطرقات. وبعد الجلسة، تبدأ زيارة الموفد الفرنسي. وهي زيارة مهمة لأنها قد تشكل الدفع الأساسي لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي ستؤدي إلى ولادة الحكومة المنتظرة.
حكوميا، لقاء أمس في “بيت الوسط” لم يحقق خرقا نهائيا، لكن خريطة طريق الحكومة المقبلة أصبحت شبه واضحة، بالنسبة إلى التركيبة السياسية على الأقل. فالرئيس الحريري هو الذي سيكون رئيس الحكومة المكلف، بعد حصول شبه توافق عليه من مختلف القوى السياسية. أما الحكومة فتكنو- سياسية، للجمع بين البعدين السياسي والتقني. لكن المشكلة تبقى في رغبة الرئيس الحريري في اطلاق يده نهائيا في تشكيل الحكومة، وفي رغبة مقابلة لدى “حزب الله” و”التيار الوطني” وحلفائهما، قوامها وضع خطوط عريضة تحكم عملية التأليف.
وحول هذه النقطة يدور الحوار ويتشعب، من دون أن يصل إلى قرار نهائي. وثمة من يرى أن الرئيس الحريري يتأخر في اعلان موقفه النهائي، في انتظار اكتشاف الجو الفرنسي الذي يحمله مبعوث الرئيس ماكرون.
والسؤال يبقى: ما ردة فعل الحراك الشعبي على حكومة تكنو سياسية؟، هل سيرضى بها أم أنه سيسقط خيار السياسيين في الشارع؟.