الموفد الفرنسي، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ، سفراء مجموعة دعم لبنان ، السفراء العرب في بيروت ، منظومة أولى من أصدقاء لبنان تدفع بكل ما أوتيت أو تبقى لها من مونة على المسؤولين كي يعجلوا في تأليف حكومة لإنهاء حال الفراغ التي تكاد تودي بلبنان من بوابة الاهتراء المالي والاقتصادي الذي بلغ مراحل متقدمة في طريقه الى الإجهاز على الدولة. أما في القضية الأولى والأولى أي تشكيل الحكومة ، فالأمور لا تزال في مرحلة ما قبل البدايات حيث يتلهى المتقاتلون على السلطة في لعبة عض الاصابع بعيدا من أي وعي للمأساة التي تتهدد الدولة الشعب.
فبعد سبعة وعشرين يوما من الغضب المتواصل في الساحات والشوارع لم يحسم موعد الاستشارات بعد ، كما لا تزال الانباء متضاربة حول الشكل النهائي للحكومة، بعدما حسم الرئيس الحريري بأنه لن يشكل الا حكومة اختصاصيين ، وهو ينتظر رد حزب الله على طرحه بعد الاجتماع المتوقع لمسؤوليه مع الموفد الفرنسي الذي حط في بيروت عصرا.
تسريبات المساء من محيط بيت الوسط ذهبت أبعد إذ افادت بأن الحريري قد ابلغ شركاءه في السلطة أنه غير راغب في التأليف، وذهب الى حد تطمينهم بأنه لن يعارضهم وسيمنح حكومتهم الثقة إذا تم التوافق معه على اسم رئيس مكلف وسطي. وهم يتوجسون من هذه الهدية المسمومة، إذ يعلمون بأن حكومتهم المفترضة قد تحظى بثقة المجلس، لكنها لن تحظى بثقة اللبنانيين ولا بثقة العالم، خصوصا الدول التي ننتظر منها مساعدة لبنان على الخروج من المأزق الذي يتخبط فيه.
في المقابل ذكرت مصادر وزراية قريبة من العهد أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحديدا لموعد الاستشارات، موحية بأن لا خلاف مع الرئيس الحريري كما يروج البعض. وفي انتظار اي من السيناريوهات سيصح، وفيما الشارع يغلي بقوة وشمولية كما كان في أيامه الأولى عيون الثوار والانتي ثوار، تترقب اطلالة الرئيس عون في الثامنة والنصف، هل سيرضي الناس ويحقق مطالبهم، أم يبقيهم على عطشهم ويرفع منسوب غضبهم من النظام، لأنه تبين في الوجهين الشارعي والشرعي أن الجمع بين السلبيتين المتنافرتين أمر يرقى الى مصاف المستحيل.