Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 15/11/2019

في اليوم الثلاثين للانتفاضة لم تكن الكلمة للحراك الشعبي بل للمصادر السياسية والمصادر السياسية المضادة. الساحات هدأت نسبيا بدرجة كبيرة، والطرقات فتحت ان لم يكن بالحسنى, فبالقوة ما جعل الحراك في شبه اجازة. وعزز اجازة الحراك المطر الذي هطل غزيرا بعد الظهر، ما منع المتظاهرين من تنفيذ تحركاتهم بالعدد المطلوب المعتاد. على اي حال ما حصل في الاربع والعشرين ساعة الاخيرة أثبت ان القرار الرسمي تغير في ما يتعلق بكيفية التعاطي مع الحراك. فالطريقة القاسية غير المألوفة التي تعاملت بها القوى الامنية مع المعتصمين على اوتستراد جل الديب فجر اليوم، والتوقيفات التي شملت عددا كبيرا من الناشطين أثبتت ان قطع الطرق اضحى ممنوعا بعد اليوم، وان السلطات الامنية لن تتهاون في هذا الموضوع اطلاقا. فهل ننجر يوما بعد يوم الى نوع من المواجهة بين الناس وبين القوى الامنية؟ وهل يفقد لبنان انطلاقا مما يحصل في الساحات وعلى الطرقات آخر صفاته التي تميزه في هذه المنطقة ، اي حرية الرأي والتعبير؟ وهل دولتنا تتحول شيئا فشيئا دولة قمعية بوليسية؟ سياسيا، عنوان اليوم: حرب المصادر. فمنذ الصباح بدأت المطابخ الاعلامية المختلفة تصوغ البيانات وتوزع المعلومات الصحيحة حينا، وغير الدقيقة احيانا كثيرة. لكن بمعزل عن الحرب الاعلامية فان بورصة التكليف أقفلت كما يأتي. الوزير السابق محمد الصفدي لا يزال حتى الان هو الاوفر حظا للحصول على تأييد مختلف القوى البرلمانية الاساسية، وذلك في اطار تركيبة تكنو- سياسية، علما ان مصادر الصفدي اكدت انه لن يقبل بحكومة لا ترضي تطلعات الشعب. لكن السؤال الاساسي يبقى: هل التيار الازرق يريد رئيسا للحكومة غير الرئيس الحريري، أم انه يحاول استهلاك الوقت والاسماء؟ معلومات ال “أم تي في” تفيد ان الحريري وفي اللقاء الاخير الذي جمعه بالصفدي قال له: أنا أدعمك حتى النهاية وأضع فريق عملي بتصرفك. فهل ما سنشهده في الأيام المقبلة سيجسد التأييد المذكور؟ هذا على الصعيد السياسي. اما على الصعيد الشعبي فان موقف الحراك يبقى أساسيا. اذ كيف سيتصرف وماذا سيفعل اذا اصرت القوى السياسية الاساسية على رفض تحقيق مطلبه بتشكيل حكومة من التكنوقراط الحياديين ومن دون سياسيين؟