IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 22/11/2019

في بيروت الكبرى عرضان لاستقلال واحد. إنه أمر غير مسبوق في تاريخ الجمهورية. العرض الأول: رسمي، عسكري، رمزي ومختصر، نظم في وزارة الدفاع بحضور الرؤساء الثلاثة ووزيرين. العرض الثاني: شعبي، مدني، حاشد، نظم في ساحة الشهداء التي منها انطلقت شعلة الاستقلال عن الاحتلال العثماني.

مشهد العرضين ثبت الهوة القائمة بين الحكام وبين الشعب، وأثبت التناقض العميق القائم بين الطرفين. كما ان العرض المدني أعطى صورة زاهية عن الاستقلال اللبناني. فالتنظيم والترتيب والتوزيع وفق القطاعات والروح السلمية المسيطرة وأداء الناس، كلها أمور تجعل من الشعب اللبناني رائدا ومميزا في تحركاته الاحتجاجية.

إنه لبنان آخر يولد من رحم الحروب والمعاناة والواقع المهترىء على الصعد المختلفة. إنه لبنان على صورة “قبضة الثورة” التي أحرقت فجرا من مجهول- معلوم، لترفع مساء ولتعود أقوى وأعلى مما كانت في السابق.

فهل يدرك السياسيون حقيقة المشهد ويعترفون بالواقع، أم سيظلون في حالة انكار، آخذين الوضع إلى مزيد من التآكل والاهتراء، وصولا ربما إلى الانهيار الكبير؟.

حكوميا لا جديد، والوضع لا يزال في دائرة المراوحة القاتلة. الاتصالات الداخلية شبه متوقفة، والمشاورات دخلت في شبه اجازة، ومعظم الأطراف تبدو وكأنها في انتظار تطور ما قد يحصل وقد لا يحصل. والواضح من تتبع مسار المواقف الدولية أن الأزمة اللبنانية أصبحت تحت دائرة الضوء. فبعد مواقف جيفري فيلتمان قبل يومين، برز الموقف الأميركي اللافت الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الأميركية. ففي بيان رسمي أكدت الخارجية الأميركية أن حكومة الولايات المتحدة على أتم الاستعداد للعمل مع حكومة لبنانية جديدة، لديها القدرة والارادة السياسية لبناء لبنان مستقر ومزدهر ومستقل وآمن للجميع.

في المقابل، ذكرت معلومات ان فرنسا تدرس بترو إمكان إطلاق مبادرة تجد حلا للمأزق اللبناني، عبر صيغة وسطية ترضي الحراك المدني والقوى السياسية التقليدية في آن.

وفي الانتظار، الاقتصاد اللبناني يعاني، في ظل عدم وجود سياسة رسمية لمواجهة الوضع الاقتصادي والمالي الدقيق والصعب، ما يعرض لبنان للدخول في المجهول.