بهدوء لكن بثبات عادت الحركة السياسية لاستيلاد الحكومة المنتظرة، وهي جاءت اليوم مزدوجة، ففي قصر بعبدا قبل الظهر الوزير غطاس خوري الذي تحدث عن تكثيف للاتصالات السياسية وعن مبادرات ستتم في اليومين المقبلين بهدف الاسراع في تشكيل الحكومة، وفي “بيت الوسط” عصرا وفد من رؤساء الحكومات السابقين الذين ناقشوا مع الرئيس الحريري موضوع التشكيل، الزيارة رغم البيان المقتضب والكلاسيكي جدا الذي صدر عنها تشكل دعما سنيا للرئيس الحريري في ظل الحديث عن تنازع الصلاحيات، واللافت ان الوفد ضم الى الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، الرئيس نجيب ميقاتي، ما يؤشر الى ان ميقاتي يريد ان يرسم خطا متمايزا على الصعيدين اللبناني والسني ولا يريد ان يحسب على خانة المعارضة السنية او المعارضين للرئيس الحريري.
توازيا، يسجل انتظار وترقب على الساحة المسيحية، عنوان الانتظار يختصر بسؤال محوري هو: هل يزور الدكتور سمير جعجع قصر بعبدا؟ حسب المعلومات فان الزيارة ستتم في الايام المقبلة وذلك بهدف الوصول الى حلحلة لعقدة التمثيل المسيحي في الحكومة. والخيارات في هذا المجال ليست قليلة وتنطلق كلها من اعطاء “القوات اللبنانية” حصة وازنة في الحكومة تتمثل بأربعة وزراء، والحل سيكون برعاية الرئيس عون الذي يهتم شخصيا بانهاء الإشكال الحاصل بين “القوات” و”التيار”.
اما على جبهة العقدة الدرزية فان الاتصالات افضت الى التسليم بان يكون الوزراء الدروز الثلاثة من نصيب الحزب التقدمي الاشتراكي في حين قد يتم ارضاء الامير طلال ارسلان بتوزير شخصية غير درزية مقربة منه.