Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـMTV المسائية ليوم السبت في 23/11/2019

لبنان المشرف الجميل الملون كلوحة رسمها الخالق، وليس أي رسام، أوصل أبلغ الرسائل إلى من لا يريد أن يسمع من أهل السلطة وجماعة التسلط، مفادها أن الشعب يريد التغيير، وأن التغيير ضروري بل حتمي، وأن التغيير متاح. إذ قدم “العرض المدني”، لمناسبة الاستقلال، لائحة شرف وشرفاء طويلة، تتضمن وجوها وأسماء لشباب وشابات ترفع لهم القبعات، بإمكان الحاكم أن يشكل منها عشرات الحكومات المتخصصة والمحايدة التي يمكن أن تنهض بلبنان وتضعه في مصاف أحلى الدول وأكثرها تقدما، بدءا من الغد.

ولم يكتف العرض المدني بالمحلي، بل قدم للعالم نموذجا خلاقا وغير مسبوق، لثورة حضارية هادئة سلمية، لم يكسر فيها لوح زجاج ولم تخدش فيها واجهة محل تجاري. والدم الذي عمد الثورة، كان لذبائح من الثورة نفسها، أهرقها أهل النظام.

الرسائل الملونة الآنفة الذكر، يبدو أنها لم تحرك من يعنيهم الأمر، بدليل أن أي موعد لم يحدد بعد للاستشارات الملزمة، بل على العكس فإن السجالات والتبريرات بين أهل الحكم، لا تزال تتمحور حول صوابية عدم الدعوة إلى الاستشارات، ففوائد المماطلة في عدم إجراء الاستشارات التي ستفضي الى تكليف رئيس للحكومة، الحريري أم غيره، أكبر من مخاطر التكليف غير المحدد بزمن. لأن ذلك في نظر بعض السلطة، يضع البلاد تحت وصاية حكومة تصريف أعمال، علما بأن ما نمر به الآن هو الوجه السلبي الأقبح لتصريف الأعمال.

في ظل هذا الجدال البيزنطي القاتل، البلاد تجاوزت سريعا مرحلة التعثر الاقتصادي- المالي، وتخطت مرحلة الافلاس المقنع، لتدخل عمليا زمن الفوضى المؤدي إلى المجاعة، وهذا لم يعرفه لبنان المستقل يوما، بل خبره إبان الحرب العالمية الأولى تحت النير العثماني.

والخوف من الآتي الأعظم، باد على الوجوه القلقة وفي بيانات الجمعيات الاقتصادية والأهلية والدولية، وصولا إلى مجلس الأمن الدولي الاثنين، فهل الخروج من الإنكار لوقف الانهيار وارد في أذهان الكبار، كما يسأل اللبنانيون؟.