في اليوم التاسع والثلاثين: الثورة مستمرة. فمن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وصولا إلى البقاع، حراك شعبي بري وبحري، سياسي واجتماعي وبيئي وفني، ما يؤكد أن الدينامية التي أطلقت منها الثورة لا تزال مستمرة.
بالتوازي، انتشرت بيانات كثيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، تم توقيعها باسم “ثوار لبنان”، تدعو الناس إلى العصيان المدني بدءا من صباح يوم غد. كما تدعو إلى قطع الطرقات واقفال كل مؤسسات الدولة والمؤسسات المصرفية والتربوية والشركات والمحال التجارية.
وبمعزل عما يمكن أن يتحقق من هذه الدعوات وما لن يتحقق، فإنه يمكن الإستنتاج أن يوم غد سيكون، في المبدأ، يوما تصعيديا بامتياز، بعدما كانت عطلة نهاية الأسبوع هادئة نسبيا.
على أي حال، تصعيد أول الأسبوع ليس جديدا، إذ يعتمده الحراك في بداية كل أسبوع، لإثبات وجوده ولتأكيد استمراريته وليطبع الأسبوع الطالع بأكمله. لكن الدعوات التي وزعت توحي أننا قد نكون أمام تصعيد غير مسبوق. فهل ينجح مسؤولو الثورة في الوصول إلى نوع من أنواع العصيان المدني؟.
سياسيا، التكليف لا يزال معلقا بانتظار التوافق على الملامح العريضة للتأليف. وفيما انتقد البطريرك الراعي أصحاب القرار السياسي غير القادرين على اتخاذ القرار الشجاع لمصلحة لبنان وشعبه، يتأكد يوما بعد يوم أن القرار المطلوب لا يزال بعيدا. فالأزمة اللبنانية، إضافة إلى أنها متشعبة ومركبة ومعقدة، فهي أيضا طويلة أي لن تحل سريعا. فالاشتباك السياسي لا يزال في المربع الأول، والتعقيدات لا تزال كثيرة للوصول إلى الحكومة المنتظرة. علما أن المعلومات الواردة من غير مصدر ديبلوماسي، توحي أن الحكومة التكنو- سياسية أضحت هي المرجحة، وتضم إضافة إلى التكنوقراط رجال سياسة غير استفزازيين، أي لا يشكلون تحديا للحراك الثوري.
على أن الجديد في الموضوع اللبناني، هو الاجتماع الذي يعقده مجلس الأمن غدا، للتشاور في التطورات اللبنانية. وهذا الاجتماع يتزامن مع كلام عن حراك فرنسي يهدف إلى عقد اجتماع ثلاثي أميركي- بريطاني- فرنسي، للتباحث في الواقع اللبناني. فهل بدأ العالم يتحرك لاخراج لبنان من وضعه المأزوم؟.