Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 04/12/2019

داني ابي حيدر. انه إسم جديد في جمهورية الإنتحار والمنتحرين. قبله بثلاثة ايام كان دور ناجي الفليطي فمن يأتي بعدهما؟ الأرجح أن قائمة المنتحرين ستطول، وخصوصا أننا شهدنا اليوم أيضا محاولة انتحار في عكار. لبنان ينتحر واللبنانيون ينتحرون فمن يخلص لبنان ومن ينقذ اللبنانيين؟ حتى الآن عملية الخلاص والإنقاذ تبدو وهما وسرابا. فالحالة الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية للمواطنين تتدهور بسرعة قياسية، فيما المسؤولون مشغولون بجنس الملائكة، عفوا بل بجنس رئيس الحكومة والوزراء والوزارات. ومن راقب المشاورات السياسية التي تكثفت في الثماني والاربعين ساعة الاخيرة يتأكد له أن أداء السلطة السياسية لم يتغير. كأن كل ما حصل في مرحلة ما بعد السابع عشر من تشرين الاول حصل في بلد آخر، بل حتى على كوكب آخر. القوى السياسية، في معظمها، تعيش حالة انكار، ولا تدرك أن الناس كفرت بكل شيء، وغضبها الأساسي يتركز على هذه القوى التي استباحت كل شيء، وسرقت كل شيء، وأفسدت كل شيء، فما عاد أمام اللبناني سوى الإنتحار ليتخلص منها ومن شرورها المتواصلة المتمادية.

سياسيا، النهار الطويل توزع بين التشاؤم والتفاؤل. ففترة قبل الظهر تميزت بالسجال الحاد بين رؤساء الحكومة السابقين والمكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. وقد بدا من الانتقاد المبطن الذي وجهه الرؤساء السابقون للحكومة الى سمير الخطيب ان حظوظه في التكليف سقطت، وانه رسالة حريرية مبطنة الى من يعنيهم الامر. لكن الامور تبدلت بعد الظهر واعلنت رئاسة الجمهورية عن موعد تحديد الاستشارات النيابية الاثنين المقبل. فماذا حصل حتى تبدل الجو جذريا بين قبل الظهر وبعده؟ ولماذا عينت رئاسة الجمهورية الاستشارات يوم الاثنين وليس الجمعة او السبت مثلا؟ وهل التأخير الواضح هو لمزيد من المشاورات بين القوى السياسية أم هو لجس نبض الشارع، وخصوصا ان الحراك الشعبي يأخذ مداه في عطلة نهاية الاسبوع؟

وفي انتظار الاجابة المؤجلة، الشارع عاد الى غليانه نسبيا. ففي الرينغ وعدد من المناطق قطع طرقات، إضافة الى دعوات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتفعيل التحركات الليلة وغدا . فهل نحن امام اختبار جديد بين السلطة والحراك؟ وهل تكون عملية التكليف هي الضحية؟ ام هل يصبح من سيكلف الاثنين رئيسا مكلفا مع وقف التأليف؟