IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الثلاثاء في 10/12/2019

على الارض حماوة، في السياسة برودة، وفي الديبلوماسية انتظار لما سيأتي به الغد. حماوة الارض تجلت في طرابلس وفي جونيه. ففي عاصمة الشمال تحركات غاضبة وصدامات بين الجيش والاهالي على خلفية مقتل شاب وشقيقته نتيجة انهيار سقف منزلهما. الحادثة المأسوية أثبتت مرة جديدة كم ان الانتفاضة محقة في شعاراتها وفي مطالباتها وفي تحركاتها. فما حصل لعبد الرحمن كخيا وشقيقته ربما يمكن ان يحصل لكل مواطن، كما انه حاصل على صعيد الوطن ككل. اذ كما ان بيت ضحيتي الاهمال والفساد والفقر اضحى بلا سقف ، فان الجمهورية كلها صارت بلا سقف بعدما سقطت ضحية الاهمال والفساد والفقر.هذا في عاصمة الشمال. اما في عاصمة كسروان فاحتجاج مستمر منذ قبل الظهر على خلفية اعتقال شبان اقدموا صباحا على محاولة قطع الاوتستراد.

فتحية الى دولة اللامساواة والتمييز بين المواطنين. اذ كيف لا تستحي السلطة من القبض على شبان عزل في كسروان، في حين تركت بعض المعتدين يضربون البشر ويخربون الحجر في بيروت؟ واذا كانت ذاكرة المسؤولين لا تسعفهم فليعودوا الى مشاهد الرينغ وساحة الشهداء ومونو ليكتشفوا كيف ان هيبة الدولة سقطت هناك وبالضربة القاضية. فما هذه السلطة التي تستقوي على العزل المسالمين وترتعد امام المخربين المعتدين؟ مقابل الحماوة الميدانية برودة ظاهرة في السياسة. فكأن المسؤولين عن الطبخة الحكومية أخذوا اجازة لما بعد انعقاد مجموعة دعم لبنان في باريس. لكن الاشكالية الاساسية بين الحريري وبعض القوى السياسية لا تزال مطروحة. فالرئيس الحريري، وبعدما أحرق ثلاثة مرشحين محتملين لتشكيل الحكومة، اضحى المرشح الوحيد.
لكنه لا يريد تشكيل الحكومة الا وفق شروطه، وهو أمر يرفضه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ما يجعل بالتالي المعركة مفتوحة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل.

فكيف ستنتهي هذه المعركة؟ وهل يكون الحل الموقت بتفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال؟ ديبلوماسيا، غدا يوم مشهود. اذ فيه تجتمع مجموعة الدعم الدولي للبنان في باريس لمناقشة ازمته السياسية والاقتصادية. ووفق المعلومات فان لبنان لن يحصل على مساعدات مادية، اذ الغاية من الاجتماع توجيه رسالة الى المسؤولين اللبنانيين فحواها: شكلوا حكومة باسرع ما يمكن لتنفذ الاصلاحات المطلوبة. فهل يسمع اهل السلطة في لبنان نداء المجتمع الدولي، ام سيديرون أذانهم الصماء، تماما كما فعلوا بالشعب اللبناني طوال خمسة وخمسين يوما؟