جبران لا يريد سعد على رأس الحكومة، سعد لا يريد جبران في الحكومة، الثنائي الشيعي يريد جبران وسعد داخل الحكومة.
الحلقة التي لا تزال عملية التأليف تدور فيها منذ سبعة و خمسين يوما على الانتفاضة، يبدو أنها انكسرت اليوم بعدما أخذ الوزير جبران باسيل اللعبة الى مدار آخر، فبعد رميه، حصاة في مستنقع التأليف إثر تلويحه أخيرا بالعزوف عن المشاركة في الحكومة وعزمه على الانتقال الى المعارضة، قرن باسيل القول بالفعل، فأعلن عدم مشاركة التيار في الحكومة المقبلة، على قاعدة اقتناعه المكتسب بأن حكومة تكنوسياسية مصيرها الفشل، من هنا ركز على حكومة اختصاصيين بدءا برأسها على أن يسمي الحريري رئيسها حفاظا على الميثاقية بما أنه يمتلك ورقة تمثيل الطائفة السنية.
وبعد انتقاده الحريري على تصرفاته الإلغائية، قرص الثنائي الشيعي بدعوته إياه الى الكف عن المواربة بمطالبته بحكومة تكنوسياسية والقبول بالحكومة التي يطالب بها الناس.
يقرأ من كلام باسيل، انه رمى الكرة في مرمى الحريري مجددا، ووضع الثنائي الشيعي أمام احتمال واحد ومسؤوليتين: الاحتمال يتلخص بالتحاق الحزب بالتيار على مقاعد المعارضة، اما المسؤوليتان فهما، عرقلة التأليف، أو فشل الحكومة التكنوسياسية.
وإذ يمتنع الثنائي الشيعي عن الاستماع ، فإن الوزير باسيل ومن خلفه العهد ، يبدو انهما استشعرا الى أحقية شروط الناس المتقاطعة مع شروط مجموعة دعم لبنان للخروج من الأزمة ، فالأخيران ، وإن تمايزا في طريقة التعبير إلا أنهما يجمعان على حتمية أن تترك الطبقة السياسية الحاكمة مقاليد قيادة البلاد وتتنحى ، بعدما دمرت آليات الحكم والحوكمة وأوصلت لبنان الى حافة الافلاس والمجاعة .
في الأثناء، السلطة لم تكتف بإدارة أذنها الصماء للناس والدول الصديقة ، بل هي لا تتورع عن جر اللبنانيين الى الاقتتال ، إذ يسعى بعض مكوناتها ممن يملكون الأظافر والعضلات والسلاح ، الى قمع الناس بالعنف والترهيب ، لكنهم يلاقون ممانعة وصدا من الشعب الراقي المتمسك بالسلمية طريقا الى التغيير والنهوض ، الى سلميتهم يسجل للمنتفضين نفسهم الطويل وقدرتهم على تبديل وسائط عملهم ، واحدث ابداعاتهم لمحاربة السلطة هو اعتمادهم ، بالتنسيق والتزامن ، الى عمليات دهم مباغتة موضعية جراحية انتقائية لإدارات الدولة ، وفي اي مرفق عام يمارس فيه الفساد