بدلا من أن يشكل تطيير الاستشارات صعقة لأهل السلطة، فيعدل الرئيس الحريري عن القبول بتكليفه التأليف المستحيل لحكومة لا يريدها الشعب، وأن يقبل رئيس الجمهورية على تسهيل ولادة حكومة تكون طوق نجاة لا إرادي لعهده المنهك. شحذ الحريري اقلامه وهاجم شريكي التسوية، القوات والتيار. وإذا ضبطت القوات نفسها وامتنعت عن الرد بالمثل، إلا ان التيار رد بعنف، ولم يحسب أي حساب لإحتمال ان ترغمهما المصالح على التلاقي مجددا في قطار الحكم.
من هنا، تعددت الاحتمالات لما ستشهده الأيام الفاصلة عن الخميس، بين من توقع تصريف أعمال طويل، ومن راهن على أن الحريري سيتكلف وسيؤلف حكومة تكنوقراط صافية يرفضها شركاؤه فيتحملون مسؤولية التعطيل، ومن غامر فتوقع أن يسمي الحريري تكنوقراطيا سنيا يرضي الناس والدول الداعمة. توازيا سأل الناس : ألن يتوصل أهل السلطة الى حل يجنب لبنان الحرب والمجاعة والدموع قبل نفاذ مخزون القنابل المسيلة للدموع ؟