نعم نحن تحت القانون ومع الدولة. ونعم نحن لسنا ضد القوى الامنية. لكننا في المقابل نحن ضد الظلم، وضد الاستهداف، وضد الكيل بمكيالين في وطن واحد. ما حصل فجر اليوم في بيروت وصيدا والنبطية من جهة وما حصل في جل الديب من جهة ثانية أثبت مرة جديدة اننا أمام صورة متناقضة للسلطة.
ففي بيروت تتعامل الدولة بمحبة ولين فائقين مع فرق الليل، التي تستبيح كل شيء وتخرب كل شيء وتحرق كل شيء،اما في جل الديب فلا تسمح لمواطنين عزل ان يتجمعوا على الطريق. فهل هذه دولة تحترم نفسها؟ والا يعني ما يحصل اننا امام دولة مصابة بانفصام الشخصية، اضافة الى امراضها المزمنة المعروفة؟
سياسيا، الخميس المقبل مثقل بموعدين مهمين: الاستشارات النيابية وزيارة ديفيد هيل لبنان. بالنسبة الى الاستشارات احتمالات اجرائها صارت اقوى من احتمالات تأجيلها بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. مع الاشارة الى ان لا مرشح حتى الان غير الحريري. اما بالنسبة الى زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي فهي تأتي في ظل التعقيدات اللبنانية.
هذه الملفات ستحضر بقوة في محادثات المسؤول الاميركي. علما ان ثمة من يربط الزيارة بمعلومات تحدثت عن تفعيل الحوار الاميركي الايراني، وان اميركا قدمت ورقة عمل شاملة الى ايران تشمل مستقبل حزب الله. فهل الزيارة الاميركية هي لاستكشاف الواقع اللبناني عن كثب، قبل الغوص في التفاصيل مع ايران؟