حسمها الرئيس الحريري : أنا المخلص لموقفي الذي أطلقته غداة استقالة الحكومة ، لن أقبل بأن أشكل إلا حكومة اختصاصيين حياديين كالتي تطالب بها الإنتفاضة.
الموقف الحريري الواضح، وضع حدا للتفسيرات والتأويلات المعاكسة التي رافقت انفتاحه على شركاء التسوية في الأيام الأخيرة، وقد قرن الحريري موقفه هذا بالتأكيد على ضرورة الإبقاء على الإستشارات في موعدها صباح غد الخميس، والتي سيشارك فيها ويسمي مرشحا سنيا، أم مرشحة غيره لتولي المهمة. الأمر الذي دفع الرئيس الحريري الى هذا الموقف العالي، أنه عاين ولمس تمسك الثنائي الشيعي بحكومة تكنوسياسية ستكون في المحصلة سياسو- سياسية خالصة، ستضع الحريري في مواجهة قاسية وغير متكافئة مع ناسه والإنتفاضة، كما لمس رفضا قاطعا من قبل التيار الحر ورئيس الجمهورية المشاركة في الحكومة الوليدة، في إشارة واضحة منهما الى رفضهما أن يتولى الحريري المنصب.
الدافع الثاني لتنحي الحريري، معرفته الأكيدة بأنه لن يتمكن داخليا من تسويق حكومة هجينة لدى المنتفضين، والأخطر، معرفته المطلقة باستحالة تسويق حكومة بمنسوب “حزب اللهي” مرتفع، لدى مجموعة دعم لبنان، بشقيها العربي والأجنبي .
والسؤال المطروح الآن : هل يبقي الرئيس عون على موعد الاستشارات؟
الجواب، لا بد سيأتي في الساعات المقبلة، علما أن رئيس الجمهورية والتيار الحر كانا ابلغا الوسطاء الذين اشتغلوا على خطي إقناع الحريري قبول التكليف، وإقناعهما بهذا التوجه، أبلغاهم بأنهما يؤيدان إجراء استشارات مفتوحة، وليربح فيها من تسميه اغلبية النواب.
وفي خضم التبدل المفاجىء الذي يسجل للحريري، لكنه يسجل أيضا للانتفاضة، سرى كلام بأن الرئيس الحريري لن يسمي أحدا، وإن فعل فهو يميل الى ريا الحسن. وهو يعرف أن الاسم قد لا يحظى بموافقة العهد والثنائي الشيعي، لكن أي اسم آخر يختارانه قد يفوز بالتكليف، لكنه سيكون مجردا من الغطاء السني السياسي والديني.
والأذن الآن على الشارع التي أكدت الوقائع منذ ثلاثة وستين يوما، أن الكلمة الفصل قبولا أم رفضا لأي شخصية مكلفة، تنطلق من حناجر ناسه المنتفضين والصدور.