لا نجاح يذكر في اليوم العملي الثالث لرئيس الحكومة المكلف. فحسان دياب حاول أن يفتح خطوطا مع الانتفاضة، لكن محاولته، حتى الآن، باءت بالفشل، لأن مجموعات الانتفاضة، على اختلافها، ترفض الإعتراف به. وكل الكلام الذي قاله الرئيس المكلف بعد انتهاء الاستشارات عن حكومة مستقلين لم يصدقه أهل الإنتفاضة، وأسقطوه كلاميا وعمليا. “فدياب” كان يريد أن يعقد لقاءات مع مجموعات الانتفاضة، لكن دعوته لم تلق أي تجاوب، بعدما اعتبرته الانتفاضة جزءا من منظومة السلطة، كما اعتبرت قراره غير مستقل، وأنه نتاج قوى الثامن من آذار. لذا فإن أي مجموعة من المجموعات لم تأت للقائه.
وبدلا من أن يعترف دياب بالواقع محاولا معالجته، إذا به يلتقي وجوها تسللت خلسة إلى منزله للإجتماع به، ولم تكن راغبة في مواجهة الإعلام. فمع من يبحث رئيس الحكومة في تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين: هل مع وجوه لم تعرفها ساحات الانتفاضة ولا تتجرأ على مواجهة الإعلام والناس؟. على اي حال رئيس الحكومة المكلف لن ييأس، وهو سيواصل مساعيه مع الانتفاضة، وجهوده للتأليف.
في المقابل، ما رشح عن لقاءات ديفيد هيل، يفيد أن نائب وزير الخارجية الأميركي لم يتخذ أي موقف سلبي مسبق مما آلت اليه الأمور في لبنان، أي تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة. لكن عدم السلبية لا يعني التأييد. وبالتالي فإن أفضل توصيف للموقف الأميركي هو: فلنتظر الانتهاء من عملية التأليف ولنحكم على النتائج. والنتائج كما فهم من هيل، تتعلق بنوعية الوزراء وهوياتهم وانتماءاتهم السياسية. فإذا تبين للادارة الأميركية أن الوزراء هم مستقلون حقا، فإنها ستدعم الحكومة العتيدة، أما إذا تبين العكس، فإنها ستتخذ موقفا سلبيا وستعلن هذا الموقف في الوقت المناسب.
كل هذا يعني أن الرئيس المكلف أمام امتحان قاس، فهل ينجح فيه، أم أنه محكوم بشروط مسبقة، ومكبل بتعهدات سرية تمنعه من تحقيق وعوده العلنية؟.