ما حذرنا منه غداة تكليف حسان دياب لجهة ضرورة ان توحد أحزاب السلطة مفهومها لحكومة اللون الواحد، هل هي حكومة اختصاصيين خالصة أم حكومة تكنوسياسية، لا يزال مطروحا بقوة كإشكالية معوقة لولادة الحكومة، إلا إذا كان التعارض صوري، أو الغاية منه استرضاء المنتفضين، ومنح “حزب الله” المزيد من الوقت لقراءة ما يحاك من تسويات في المنطقة وحولها.
فإن جاءت مؤاتية، باعها الحزب وطهران للأميركيين واللبنانيين حكومة اختصاصيين، وإذا حصل العكس فإن لبنان مرشح للابحار طويلا وبعيدا بلا حكومة ولا قبطان.
كل ما هو دون هذا الواقع الضبابي، يصنف في خانة العجقة البعيدة عن إنتاج حكومة، فما يقوم به الرئيس المكلف لا يعدو كونه محاولة هروب الى الأمام .
فحتى الساعة، يقنع دياب نفسه ربما، لكنه لم يقنع أحدا، بأنه يمون على شكل الحكومة، وقد خانته الاستشارات مع منتحلي صفة الثوار، الذين قابلهم أمس ولم يقبل بهم احد.
توازيا، لطميات وتباك على لبنان المخطوف الى المجاعة والخراب، تنوح بها بعض القيادات، فيما تسعى قيادات أخرى رغم المخاطر، الى عقد تفاهمات يقرأ فيها رهانات مبهمة على تلاق محتم قريب في ما بينها، في مرحلة ما بعد دياب وما بعد ذبول الانتفاضة.