IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 29/12/2019

آخر عملية تنظير سياسي بينت وجود أربع حكومات تأكل أحشاء الدولة وقدراتها، ثلاث منها من آباء مؤتلفين مختلفين على أبوتها وأدوارها وشكلها وتركيبتها، وواحدة شرعية، يتناسون خلافاتهم لخنقها ومنعها من رؤية النور. الأولى، حكومة الثنائي الشيعي، الثانية حكومة “التيار الحر” والرئيس عون، الثالثة حكومة حسان دياب، أما الرابعة فهي حكومة الشعب المنتفض.

التعارض بين المكونات السلطوية، يبلغ حتى الساعة حدا يجعل من المستحيل على أي منها التراجع أمام الشريك، توصلا إلى تخريجة حكومية تأتي نتاج المزج بين التركيبات الثلاث. لكن إن تعمقنا أكثر بحثا عن الأفضل، فإن التشكيلات المتعارضة يحمل كل منها عيوبا خلقية أساسية، ستحول المولود الحكومي إلى مسخ، إذا تمكنت السلطة من إخراجه إلى النور، رغم العورات البنيوية التي تضرب جسمه.

هذه المعطيات تسقط أي احتمال أو تمن بإمكان ولادة الحكومة ال”ديابية” قبل نهاية السنة، إلا إذا حصلت مفاجأة من العيار الثقيل من خارج السياق والتوقعات، تقلب كل السلبيات السائدة إلى إيجابيات، أي أن يسمح لحسان دياب بأن يؤلف حكومة الإختصاصيين التي يطالب بها الناس.

وفي نظرة إلى المساعي على خط مطابخ التأليف، لا نجد أي حركة تذكر تصب في مصلحة هذا التوجه، بل على العكس من ذلك، فقد سجل موقفان حادان لرئيس المجلس التنفيذي ل”حزب الله” الشيخ هاشم صفي الدين، ولرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد، وجها فيهما انتقادا مبطنا للرئيس الحريري، يفهم منه أنه هو من يعرقل التأليف ويؤجج التطرف المذهبي، على خلفية عدم تمكن الحزب من استدراج أي شخصية سنية يعتد بها للمشاركة في الحكومة. وقد استخدم النائب رعد لغة الوعيد، معتبرا أن البعض يحاول زج المقاومة في ما لا تريده ويسعى الى توريطها، فيما هي تريد أن تمارس دورا إيجابيا حتى لا يقع سقف البلد على الجميع، محذرا من أن عدم تأليف حكومة يؤدي إلى الفوضى وعندما يذهب البلد إلى الفوضى سيتحكم به الأقوياء.

ولم يوضح رعد من هم الأقوياء: هل هم القوى الاقليمية المتربصة بلبنان، أم هو الفريق اللبناني الذي يمثله رعد، والذي يملك مقدرات غير مدنية لا تتوفر لسواه في الوطن. إذ يعرف الجميع أن باقي اللبنانيين لا يملكون سوى حناجرهم، وإصرارهم على الاعتراض السلمي في الساحات، وأكتافهم الضعيفة لتلقي اللكمات، وهم لا يطالبون إلا بحكومة اختصاصيين ليس لاستخداماتهم الخاصة بل لكل لبنان.