ساعات قبل انقضاء آخر يوم في رزنامة العام 2019، معه تتبدد الآمال في إمكان تأليف حكومة جديدة، ينتظرها اللبنانيون والعالم بفارغ الصبر، لما ستشكله من دفع إيجابي تحتاجه البلاد المنهكة، لتبدأ رحلة متناهية الطول نحو النهوض من الكبوة شبه القاتلة، التي أوقعتها فيها طبقة سياسية ماجنة، لا تعير مصائب الناس ولا مصائرهم ذرة اهتمام.
قد تتناقض هذه الصورة مع معطيات مغايرة وزعها بعض المقربين من مطابخ التأليف ، تعطي صورة غير مسندة عن ولادة قريبة للحكومة .
ولتبيان صحة المشهد الأول غير المتفائل، فإن أي اتصال لم يحصل بين المرجعيات التي تتمسك بمواقفها إضافة إلى الأسماء والحقائب التي تجسد إشكالية عوقت وتعوق الولادة الحكومية الى اللحظة.
وجل ما حصل، أن الرئيس المكلف واصل السعي الى تخريجة خلاقة ترضي الجميع.
ووسط الهندسات المتغيرة التي تمر فيها مناورات التأليف، ثلاث ثوابت: الأولى: عقدة التمثيل السني، الثانية: احتفاظ الطوائف الرئيسة بالحقائب السيادية التي تشغلها الآن، والثالثة: إصرار الرئيس المكلف على حكومة اختصاصيين مستقلين لم يخوضوا تجربة التوزير سابقا.
هذا الطرح لا يزال يواجه حتى الساعة برفض الثنائي الشيعي غير المؤمن بوجود هذه القماشة في لبنان ، وبالتالي فهو يبحث عن أناس من صنفي الوزيرين جبق واللقيس، في حال فشل في إعادتهما الى الحكومة الجديدة.
هذا التوجه يقابل بآخر مماثل لدى الوزير باسيل الذي يفضل إبقاء وزرائه الاختصاصيين في مواقعهم وحقائبهم في الحكومة المقبلة.
وامام العجز عن فتح ثغرة في جدار التأليف، تحدثت اوساط تدعي الاطلاع على أجواء القيادات، بأن البحث يجري عن إمكان اللجوء الى حكومة تحمل الطابع الانتقالي المؤقت، لا تستفز السنة ولا تحظى بثقة المجلس، لكنها تكسر حلقة المراوحة عبر توليها تصريف الأعمال والإشراف على اعداد الملفات الاصلاحية التي يطالب بها المنتفضون.
في الأثناء، موجة الخوف على المصير تتعاظم ، فبقدر ما يريد الناس أفول هذا العام المثقل بالمآسي، يخشى هؤلاء ما سيحمله اليهم العام المقبل من مصائب ، وقد تعددت مشاهد تمريغ الجباه على ابواب المصارف وأكشاك الصرافين، فيما تقارير الافلاس وانسداد أبواب الرزق تتوالى وصولا الى سرقة اسياخ الشاورما مباشرة على الهواء. توازيا، الأسئلة تكثر حول عملية تحويل الأموال الى الخارج ، وسط مطالعات دفاعية مستميتة تغرق الناس في أحجيات التمييز بين ما حول شرعا وما هرب وما نهب، مع التسويق لعدم إضاعة الوقت والجهد لاستعادتها.