Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 03/01/2020

انه زلزال كبير يهز المنطقة، ولبنان ، مبدئيا، لن يكون بمنأى عن ارتداداته. عنوان الزلزال: اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني بأمر مباشر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

الرواية الاميركية تقول ان ترامب اتخذ القرار بناء على معلومات استخباراتية تؤكد ان سليماني يخطط للقيام باعمال كبيرة في المنطقة تعرض حياة المئات من الاميركيين للخطر. سواء صحت الرواية الاميركية ام لا فالثابت ان أميركا تجاوزت الخطوط الحمر وعرضت الهيبة الايرانية لاهتزاز كبير. وبالتالي فان الرد من ايران واذرعها الموزعة في المنطقة آت لا محالة، اي ان الشرق الاوسط دخل من جديد في دائرة البارود والنار. وأكبر دليل على ذلك ان آية الله علي خامنئي اعلن الحرب المقدسة وجهاد المقاومة، متوعدا الاميركيين بنصر حاسم عليهم.

الواضح من المواقف الايرانية ان رد طهران لن يقتصر على منطقة واحدة، بل سيكون لا مركزيا بحيث يشمل كل المناطق والبلدان التي تملك فيها ايران قوة عسكرية او امنية.

فهل ايران قادرة حقا على الرد؟ واذا كان الجواب بالايجاب فمتى سترد ؟ واين؟ وهل يشمل الرد لبنان بحيث نتحول من جديد الى ساحة من ساحات التنازع بين اميركا وايران، بل هل نتحول صندوق بريد متفجرا لرسائل تكتب بالدم والدموع؟

محليا، الطبخة الحكومية أضحت شبه جاهزة الا في بعض التفاصيل التي لا تغير في الجوهر شيئا. والجوهر ان حكومة حسان دياب لا تختلف في شيء عن الحكومات التي سبقتها. فتشكيل الحكومة العتيدة يرتكز كما تشكيل الحكومات السابقة على المحاصصة السياسية والطائفية والمذهبية، وعلى مبدأ “مرقلي ت مرقلك”. فكأن السياسيين لم يتعلموا مما حصل في السابع عشر من تشرين الاول وبعده، وكأنهم ينكرون ان هناك انتفاضة اندلعت. والانكى ان السياسيين واركان السلطة يتصورون ان بامكانهم الضحك على الشعب عبر الاتيان بوزراء يوحي ظاهرهم انهم تقنيون ومستقلون، لكنهم في الحقيقة تابعون للسياسيين الذين سيدخلونهم جنة الحكم والحكومة.

على اي حال الحكومة العتيدة ينتظر ان تولد في مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير وستعجل الضربة الاميركية في ولادتها ، لكنها ستكون محاصرة من اربع قوى: القوى السياسية المعارضة، الشوارع الطائفية والمذهبية الرافضة، قوى الانتفاضة الشعبية والمجتمع الدولي. باختصار انها حكومة بدلا من ان تخرج لبنان من ازمته، ستجعله محاصرا من الداخل ومن الخارج. فهل يتحول لبنان غزة ثانية في منطقة تلتهب وتعيش فوق برميل من بارود؟