IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 06/01/2020

طهران ودعت قاسم سليماني بحشد غير مسبوق وبأجواء مشحونة. الحشود تخطت المتوقع بكثير، بحيث لم يتمكن ايرانيون كثر من الخروج من محطات المترو. الهتافات التي تصاعدت في شوارع العاصمة الايرانية دعت إلى الانتقام والرد المدمر، مؤكدة أن الجمهورية الاسلامية لن تسكت على الضربة الأميركية.

والواضح من خلال تتبع الأنباء الواردة من طهران، ومواقف كبار المسؤولين الإيرانيين فيها، أن قرار القيادة الإيرانية لا يمكن إلا أن يأتي متجانسا مع مزاج الشارع. فالرد الساحق، كما وصفه مرشد الثورة الايرانية آت، على ما يبدو، من دون أن يعرف أحد متى وكيف وأين، والأهم من كل ذلك من دون أن يعرف أحد مقدار قوته، أي ما إذا كان ساحقا فعلا أم لا. علما أن حجم الرد هو الذي سيحدد مسار الأمور والتطورات. فإذا جاء الرد الإيراني مضبوطا، فإن أميركا تستطيع استيعابه، أما إذا جاء قويا فإن كل الاحتمالات تصبح مفتوحة، بما فيها امكان اندلاع حرب اقليمية تخربط التوازنات القائمة، وتخلق واقعا استراتيجيا جديدا في المنطقة. فهل نحن على أبواب مثل هذا التحول المفصلي الاستراتيجي؟.

حكوميا، شيطان التفاصيل برز، في اللحظة الأخيرة، ليعرقل عملية التشكيل. فهل العرقلة موقتة وليحاول كل طرف تحسين شروطه في نهاية السباق، أم أنها عرقلة طويلة الأمد؟. حتى الآن لا جواب حاسما عن هذا السؤال. لكن الأكيد أن أطراف السلطة يعانون مشكلة كبيرة في ما بينهم، عنوانها: انعدام الثقة. فالرئيس نبيه بري لا يريد اعطاء الثلث المعطل ل”التيار الوطني الحر” وللوزير جبران باسيل. في المقابل، فإن “حزب الله” لا يريد أن يقدم وزارة الخارجية على طبق من ذهب إلى رئيس الحكومة المكلف. كما أن دياب لا يريد أن يستأثر باسيل بتسمية جميع الوزراء المسيحيين.

وكل هذه اللاءات تعني أمرا واحدا، هو أن الأطراف التي تشكل الحكومة لا تملك أدنى درجات الثقة ببعضها بعضا. فكيف يمكن حل هذه المعضلة؟. حتى الآن الحل مفقود، علما أن مصادر “التيار الوطني الحر” أكدت لل “ام تي في”، أن “التيار” هو من أكثر المتساهلين والمسهلين، كما أنه ليس متمسكا لا بحقيبة ولا باسم ولا حتى بالمشاركة في الحكومة.

فسواء كان الموقف المذكور حقيقيا أم للمناورة فقط، فهو يعني أن التشكيلة الحكومية يمكن أن توضع على طاولة البحث من جديد. فهل الحل بالعودة إلى حكومة تكنو- سياسية أو حتى سياسية؟، وهل يقبل حسان دياب بذلك أم أنه سيفضل الاعتذار؟، وفي حال الاعتذار هل ترمى الكرة من جديد بين يدي الرئيس الحريري؟.