Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 08/01/2020

لن نبدأ بالإنتقام الإيراني من الأميركيين لإغتيالهم الجنرال قاسم سليماني ، ليس لأنه لم يتضح بعد ماذا أصابت صواريخهم الدقيقة، بين مزدوجين، ومن أصابت، جنودا أميركيين أم عربا أم كردا، أم لم تصب أحدا، وهل اكتفت طهران؟. وليس لأن الغليان الإقليمي ودفع المنطقة الى حافة الحرب الشاملة ليسا حدثا مقلقا يجب الإضاءة عليه، أو لأن ليس للعملية أي تأثير على لبنان .

نبدأ من لبنان ببساطة، لأن وطننا الجريح جدا، تستولد له سلطته كل أسباب الموت بقرار يصنع داخليا، وهي استبقت مخاطر الإقليم بأشواط واقتربت جدا من تنفيذها القتل غير الرحيم في حق الدولة، بحيث تمنعها من الإحتفال بمئويتها الأولى . فالناس تئن، والقطاعات المصرفية، التجارية، الصناعية، التربوية والصحية، دخلت مرحلة النزع الأخير.

وهل نحتاج بعد هذه المضبطة غير المشرفة الى أي تدخل خارجي أو أي مؤامرة غريبة ؟ طبعا لا، لأن شياطين يحملون الجنسية اللبنانية يتولون اغتيال لبنان، وقديما قيل: “أهل مكة أدرى بشعابها” وهذا ينطبق على أهل السلطة في لبنان . نقول هذا ليس لإحباط الناس كما سيتهمنا أهل السلطة والتسلط، بل يكفي التطلع الى وضع لبنان المأسوي والكباش الأرعن الدائر حول حقائب الحكومة، علما بأنها باتت أقرب الى حطام متناثر عائم هائم لمركب غارق.

فبعد الاعلان عن انتصارات فئوية حققها هذا الطباخ على ذاك في المطبخ الحكومي ، و عندما نسمع الرئيس بري يطالب بحكومة لم شمل جامعة و دعوته حكومة تصريف الأعمال الى تفعيل دورها ، فيما المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين .

عندما نسمع هذين الموقف والاعلان، نعرف ان هامش المناورة الذي سمح به حزب الله قد أنتهى وهو يعيد لاعبي الوقت الضائع الى حيث يريدهم أن يكونوا، أي تحت عباءة الممانعة. من هذا يستنتج ان لا حكومة قبل انقشاع الغبار الذي يغطي سماء المنطقة ويحجب الرؤية عن المتصارعين على أرضها، و حزب الله ومرجعيته الإيرانية من ضمنهم .

وسط هذه الأجواء المكفهرة، خطف كارلوس غصن، طريد العدالة اليابانية وابن لبنان الحبيب، اهتمام الصحافتين اللبنانية و العالمية، إذ عقد مؤتمرا صحافيا ماراتونيا نجح فيه بالادلاء بالمطالعة الدفاعية التي حرمه منها القضاء الياباني، و طير الرسائل القاسية الى المدعي العام الياباني والى زملائه السابقين في نيسان ورينو الذين لم يكونوا بقدر ثقته بهم ، ووجه عتبا مكتوما- ظاهرا الى الدولة الفرنسية التي تخلت عنه، وامتنانا للبنان الذي احتضنه واستقبله وحماه . شيئان لم يفعلهما غصن : الاتفاق مع نتفليكس ، و شفاء غليل الصحافة والعالم بامتناعه عن كشف تفاصيل إفلاته من اليابان