Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 11/01/2020

أيها اللبنانيون، فلنتوقف عن الكذب على أنفسنا، ولو لمرة واحدة، ولنعترف بالحقيقة الصعبة. نعم، لقد تحولت دولة لبنان الكبير التي أعلنت قبل مئة عام، دولة فاشلة. لكن الفشل، للأسف، لا يقتصر على الدولة فقط. نظامنا أيضا فاشل، والمسؤولون عنا فاشلون. والأهم: نحن أيضا فاشلون، لأننا راضون، مسلمون، خاضعون خانعون. نعم لقد سكتنا كثيرا، ورضخنا طويلا، وكرسنا الأمر الواقع عميقا، فانهارت الدولة فوق رؤوسنا وسقط الوطن.

آخر مظاهر فشلنا الموصوف: أن نفقد حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نتيجة مراكمة دولتنا الفاشلة الكثير من المتأخرات المالية. هكذا فإن لبنان شارل مالك، وإدوار غرة وغسان تويني أصبح بلا صوت في الأمم المتحدة. وبدلا من أن تسكت الوزارتان المعنيتان وتحاولان لململة الموضوع بالتي هي أحسن، فإنهما خاضتا حربا كلامية، وغاية كل وزارة الدفاع عن نفسها واتهام الوزارة الأخرى بالفشل والتقصير.

باختصار: لقد تحولت “البهدلة بهدلتين” والفضيحة فضيحتين. فالمسؤولون العباقرة لم يكتفوا بإخراجنا من أكبر محفل دولي أممي، بل استكملوا “الجرصة” العالمية عبر تقاذف الإتهامات ونشر غسيلنا الوسخ فوق السطوح. فهل نحن في دولة فاشلة فحسب، أم أننا في غابة حيث لا قانون ولا شورى ولا دستور؟.

أيها اللبنانيون، فشلنا واضح حكوميا أيضا. فحركة التأليف شبه متوقفة، وقد حل مكانها سجال بطلاه رئيس الحكومة المكلف ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية. فبعد تغريدة حسان دياب عن رفضه تحويل رئيس الحكومة مكسر عصا، رد سليم جريصاتي داعيا دياب، من دون أن يسميه، إلى الكف عن حرب الصلاحيات والمهاترات والبكائيات، ومؤكدا أن رئاسة الحكومة ليست قطعا مكسر عصا.

السجال بين دياب وجريصاتي يثبت أن عملية التأليف لا تزال متعثرة، وخصوصا أن أطرافا سياسية كثيرة لا تريد ل”التيار الوطني الحر” أن يحصل على الثلث المعطل.

وكما في البر كذلك في البحر: الفشل يتمدد. إذ فيما كان من المتوقع وصول فريق شركة “توتال” إلى لبنان منتصف الشهر الجاري، تمهيدا لبدء الحفر الاستكشافي في البلوك النفطي رقم 4، طرأ تأخير ما يوجب ارجاء العملية إلى موعد لم يعلن عنه بعد. فهل التعثر النفطي هو لأسباب تقنية فقط، أم أن هناك أسبابا وعوامل أخرى أدت إلى الإرجاء؟.

في الموازاة، أهل الانتفاضة عادوا إلى الشوارع والساحات، بعدما أعطاهم الطقس المشمس فسحة في عطلة نهاية الأسبوع. وقد أثبتت الحشود في بيروت والشمال والجنوب، أن نبض الانتفاضة لا يزال في النفوس والعقول، وأن كل ما يحكى عن انطفاء شعلة الرفض لكل ما يحاك في الغرف السوداء، مجرد كلام لا يعبر عن الحقيقة والواقع.