Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الاثنين في 13/01/2020

بعد ما يقارب الشهر على تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة، يبدو الرجل والطبقة السياسية التي سمته في أبعد نقطة عن التأليف، فالثلاثي الذي تولى تسميته دخل في متاهة معقدة وصعبة، إذ يختلف أركانه على الحصص والمغانم لكنهم يتقاطعون ويتعاقدون على أمر واحد، ألا وهو عدم هضم حسان دياب في نادي الرؤساء. فبعدما حاصروه اكثر من عشرين يوما، ها هم يعملون الآن على التخلص منه، إذ يرفض دياب املاءات الثنائي الشيعي بتأليف حكومة تكنوسياسية، كما يرفض ضغوط التيار الحر والعهد، لتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، يفرضان أسماء وزرائها عليه ويستوليان على ثلثها المعطل. ولا ينفع ان يقول الرئيس بري تخفيفا، بأن ليس لديه اعتراض على دياب بل على التركيبة الحكومية التي يتمسك بها، وكذلك لن ينفع أن يعلن التيار الحر الثلثاء تبرئة نفسه من العرقلة بعدم مشاركته في الحكومة وانتقاله الى المعارضة. فبتصرفهما هذا سيزيدان أزمة التأليف تعقيدا، وسيعطيان القضية بعدا طائفيا – مذهبيا، إضافة الى انهما يعلمان تمام العلم بان دياب لن يتراجع ولن يستقيل من التكليف، وبأن الرئيس الحريري لن يعود الى أحضانهما بل هو يتلذذ في رؤية شركائه الألداء السابقين يتخبطون في الأزمات ويتحسرون على غيابه. ومن خارج السياق فاجأ رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط نفسه واللبنانيين بكشفه من عين التينة وجود طباخ ، طالما حرص على إخفاء أي دور له في تأليف الحكومة هو النائب جميل السيد

في المقلب الآخر من الوطن المعذب، الغضب الشعبي يتعاظم والبركان المستيقظ يتغذى من مصدرين : إنكار الطبقة السياسية الحاكمة واستخفافها بمعاناة الناس، وقد ذهب الرئيس بري اليوم حد القول إنه لم تعد هناك ثورة، إذ تقود الحراك ثلاث محطات تلفزيونية، فيما يتصرف العهد والتيار وحزب الله ببرودة لافتة وكأن الأزمة القائمة تدور رحاها في الصومال أو الكونغو.

والمصدر الثاني لغذاء الثورة، هو الوضع الاقتصادي- المالي المنهار وذوبان القيمة الشرائية لليرة والارتفاع الجنوني للأسعار وندرة الدولار وبلوغه عتبة الـ 2500 ليرة، وأنصاف الرواتب وتوالي دومينو إقفال مصادر الرزق وتسريح العمال والموظفين. وقد انطلقت الدعوات بالعشرات للتظاهر وإقفال الطرقات والاضراب الشامل. ويبدو أن الثلثاء سيستعيد بزخمه ألق الأيام الأولى للثورة وستليه مواعيد متقاربة للتعبير عن الغضب، الخميس والسبت من هذا الأسبوع. والسؤال: هل ستواصل السلطة إنكارها وازدراءها بالناس فتهددهم بحكومة نكاية و بثورة مضادة، أم أنها ستعجل في تلبية المطالب المحقة لأبنائها المتألمين قبل فوات الأوان ؟ .. من دون كبير أمل ننتظر