Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 16/01/2020

تسعون يوما سكن فيها اللبنانيون الساحات والشوارع وتحدوا الخريف ويواجهون صقيع الشتاء، والحكومة التي طالبوا بولادتها لم تر النور بعد رغم اقتراب الولادة من خواتيمها.

رؤية النور لا تعني أن يخرج لهم سحرة مطابخ التشكيل أي حكومة، فهم يصرون على ان تكون لهم الحكومة التي بها يطالبون : حكومة اختصاصيين مستقلين.

اما وقد اقتربت الولادة واتفق أهل السلطة على التشكيلة الخلاقة، وتجاوزوا خلافاتهم الكبرى ولم يبق سوى الخلافات الصغرى المحصورة باقتسام الحصص، فإن الأمر وللغرابة اقلق الناس وشد أعصابهم، لأنهم قرأوا في التشكيلات الموزعة، والتي تتقارب فيها هويات الموزرين الى حد بعيد.

قرأوا أسماء توحي بما لا يقبل الشك بأن أهل السلطة احتجبوا الى ما وراء الستائر وقدموا من يمثلهم ويمثل آراءهم ويلتزم توجيهاتهم لتولي الوزارات.

ورب قائل من المقربين من أهل السلطة، إن على المنتفضين إعطاء الحكومة الوليدة فترة سماح واختبار، مستندا الى المقولة التي صارت شهيرة : من أين نأتيكم بحكومة اختصاصيين معقمين لا ميول لهم ولا انتماءات ؟ أمن المريخ ؟

يضيف المقربون من السلطة انفسهم بأن الوضع الاقتصادي -المالي المنهار ما عاد يحتمل الترف، وقد عمل بعض خفافيش الليل على إلحاق أكبر الأذى في هذين القطاعين كي يضيقوا على المنتفضين هوامش تحركهم، وصولا الى تحميلهم مسؤولية الانهيار.

هذه المعطيات دفعت الناس الى الشارع وارتفعت الدعوات الى الاضراب الشامل غدا وفي ال”ويك أند”، عل هذا التحرك يؤثر في طباخي الحكومة فيأخذون في الاعتبار مطالب الناس الذين اثبتوا انهم يسقطون حكومات ويضغطون للتعجيل في تأليف حكومات، وبالتالي لا يمكن تجاهلهم والتركيز على أن يرضي أهل السلطة بعضهم بعضا فقط.

في الآني من يوميات المخاض، زار الرئيس المكلف وبتسهيل ضاغط من حزب الله على حليفيه في ثلاثي السلطة، زار عين التينة وعرض تشكيلته على الرئيس بري، لكن دياب لم يكمل طريقه الى بعبدا للقاء الرئيس، في دلالة واضحة على أن التشكيلة لم تكتمل بعد.

ورغم أن المعلومات أشارت الى تبديلات في الأسماء تخضع لها التشكيلة، والعقدة محصورة في حصتي المردة وارسلان، إلا أن انباء المساء أفادت أن القضية أعقد من ذلك، وبأن تيار المردة يهدد بعدم المشاركة، إذ تبين له أن الحكومة هي حكومة باسيلية مقنعة، وهو لن يعرقلها لكنه لن يشارك فيها.

في أي حال، الساعات المقبلة ستكشف صحة هذه المعطيات، وبالتالي لا يزال امام الرئيس المكلف حتى الغد، لتبيان ما إذا كان سيتغلب على المطبات المستجدة ليعلن حكومته.