IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 17/01/2020

ماذا يمنع حكومة اللون الواحد ان تبصر النور؟ هل هو الرفض الكاثوليكي للاجحاف اللاحق بالطائفة، او عدم تحقيق المطالب الدرزية، أم غضب تيار المردة ؟ هل هي رغبة الوزير باسيل في الاستئثار بالثلث المعطل ام عدم اقتناع بري في العمق بحكومة التكنوقراط؟

هل لأن حزب الله لم يتخذ قراره النهائي بعد ولم يفعل كل قدراته للتوسط بين حلفائه، ام لأن الكيمياء اضحت شبه مفقودة بين الرئيس المكلف وبين رئيس الجمهورية؟ حتى الان لا جواب واضحا عن هذه الاسئلة كلها.

لكن الثابت ان الحكومة التي لم تبصر النور اليوم قد لا تبصر النور في نهاية الاسبوع ايضا, بعدما برزت عقد كثيرة وتفاصيل تستلزم جهودا كبيرة لتحل. والاهم من العقد الجمود الذي تحكم فجأة في المساعي والمشاورات والاتصالات. وهو جمود نتيجة عاملين اثنين. الاول اصرار رئيس الحكومة المكلف على حكومة من ثمانية عشر وزيرا في حين ان فريق رئيس الجمهورية يريدها من اربعة وعشرين. اما العامل الثاني فيتعلق بعقدة الحدادين. ففيما يريد دياب امل حداد لحقيبة الاقتصاد، فان رئيس الجمهورية يطرح ايمن حداد للمنصب عينه. فهل يطيح الاختلاف بالرأي بين عون ودياب بتشكيل الحكومة؟ ام ان ما نشهده هو الفصل الاخير الذي لا بد منه لولادة كل حكومة، ودائما تحت شعار: اشتدي ازمة تنفرجي؟

اذا، كرة النار أصبحت من جديد بين يدي حزب الله الذي عليه ان يتلقفها تمهيدا لتبريدها، والا احترقت الطبخة الحكومية كلها. هذا سياسيا. أما شعبيا فاسبوع الغضب مستمر، والتحركات الاحتجاجية في معظم المناطق لا تتوقف، وهي الى تصاعد في نهاية الاسبوع رغم الطقس الماطر والعاصف. واللافت اليوم ان الطلاب والمحتجين نظموا مسيرات وتجمعات واعتصامات تحت الشتاء الغزير، ما يؤكد ان شعلة الرفض لما يحاك في الغرف المغلقة لن يمر بسهولة، كما يثبت مرة جديدة ان تشكيل الحكومة كما هو مقترح لن يكون حلا لمشكلة بل سيولد مشكلة جديدة، لأن الشارع لن يعطيها ثقته.

توازيا، حزب الله تعرض لضربة جديدة، مصدرها هذه المرة بريطانيا. اذ صنفت الخزانة البريطانية الحزب بالكامل منظمة ارهابية، ملغية بذلك الفصل بين جناحه العسكري وجناحه السياسي، وهي في هذا حذت حذو الولايات المتحدة الاميركية. القرار، بتوقيته وغاياته ومراميه، يأتي في سياق دولي متكامل ويندرج في سياق الحرب المفتوحة بين ايران والمنظمات الحليفة لها في المنطقة وبين المجتمع الدولي. وهذا يعني في القراءة السياسية ان لبنان لا يزال في عين العاصفة، وان الاتي قد يكون اصعب مما نعيشه اليوم..