Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـMTV المسائية ليوم الاربعاء في 22-1-2020

الحراك الشعبي أسقط الحكومة السابقة، والحراك الشعبي نفسه دفع الى تأليف الحالية، لكن السلطة سرقت اللحظة وحولتها من حدث تاريخي للانقاذ الى فرصة ضائعة إستودعتها في مخازن الفرص المماثلة وما أكثرها.

نعم ، لقد أوصدت السلطة الباب في وجه مواطنيها الذين طالبوا بالتغيير سلميا عبرها وعبر المؤسسات الشرعية ورفعت بينها وبين شعبها أكثر من جدار فصل، فشكلت حكومتها هي، باختصاصييها واختصاصياتها وحزبييها المتنكرين أو السافري الإنتماء الحزبي، وقد اختارتهم من حواضر مطابخها وبحسب مواصفاتها ودفاتر شروطها.

التصرف نادر ومستهجن، إذ لم يسجل في المدونات أن قوبلت حركة سلمية محقة بهذا الاستخفاف والإزدراء، هذا لا يعني مطلقا أن ليس في الحكومة الوليدة عناصر جيدة، لكن الأرضية التي زرعوا فيها ستمنعهم من العمل أو من فرض برامجهم ومنهجيات عملهم.

ردة الفعل الأولى كانت أن نزل الناس الى الشوارع اعتراضا، لكن وفي إنكار مستفز تستعد السلطة الى إنزال الجيش والقوى الأمنية، وربما ناسها وطوائفها إذا لزم الأمر لإجهاض الحراك والبقاء على الكراسي.

في السياق، يقول مطلعون إن السلطة تراهن على فقر الناس وعجزهم المتفاقم وعلى حتمية انقسامهم بين معترض يريد التصعيد، ومعترض يريد منح الحكومة الجديدة فرصة ، وهذا من شأنه إضعاف الحراك فتسهل السيطرة عليه ويسهل تذويبه، علما بأن الإنتفاضة الشعبية فاجأت السلطة وكذبت قراءاتها أكثر من مرة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

والأسئلة تتدافع الى الأذهان بقوة الآن : إذا تمكنت السلطة من السيطرة على أمزجة البشر، فكيف ستسيطر على المشاكل والأزمات الكبرى المتدحرجة، الانمائية والمالية والاقتصاديةالاجتماعية والأمنية والتي باتت تتناسل وبائيا؟، وهل ستتمكن من التوافق كفريق واحد على بيان وزاري خال من الثلاثيات الخانقة ويتضمن برنامجا انقاذيا علميا وعمليا ؟، وهل سيكون البرنامج صائبا و قابلا للحياة والتطبيق ؟.

كيف ستتحرر هذه الحكومة من بصمة حزب الله فترضي اللبنانيين وتقنع العالم بأنها حكومة لبنانية صافية، قراراتهاالسيادية تنبع من مصلحة لبنان وتصب في مصلحته وحده ؟، وهل سيسمح لها حزب الله بهذه المناورة التحررية، أم أنه سيعيد انتاج حكومات الزمن السوري، بحيث يقتطع الحزب وفريقه مهام الأمنين الداخلي و على الحدود والسياسة الخارجية، و قرارات السلم والحرب، ويلزم بدفتر شروطه، الاقتصاد والسياحة وجلب الاستثمارات، علما بأن القاصي والداني يعرفان جيدا استحالة فصل الاقتصاد عن السياسة، ولعل دمجهما القهري مدى ثلاثة عقود، هو الذي أسقط لبنان في بحر الأزمات القاتلة وفصله عن محيطه العربي وضرب سمعته وعلاقاته الدولية، فصار مريض الشرق بعدما كان سويسراه وقبلته.