Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 25/01/2020

كل يوم تواجه حكومة حسان دياب تحديا جديدا. أمس الجمعة كان التحدي أمنيا من خلال ما حصل أمام مجلس الجنوب. اليوم التحدي شعبي- أمني جسدته الجماهير التي نزلت إلى وسط بيروت لتعلن حجب الثقة عن الحكومة. التحدي الثالث تشريعي يبدأ الاثنين عندما يباشر مجلس النواب مناقشة الموازنة لاقرارها.

في الأمن أولا الحكومة سقطت في الامتحان. فمتظاهرو الأمس أمام مجلس الجنوب استهدفوا في غياب مريب وغريب للقوى الأمنية. والهيصة الاعلامية عن القبض على اثنين من المعتدين لا تقنع أحدا. المعتدون كانوا أكثر بكثير من اثنين فأين هم؟، ولماذا لم تقبض القوى الأمنية عليهم؟، وهل غطاء حركة “أمل” والرئيس نبيه بري يمنع الأجهزة المعنية والمؤسسات المختصة من تطبيق القانون؟.

بالنسبة إلى التحدي الشعبي- الأمني، من الواضح أن أهل الانتفاضة لم يتقبلوا الحكومة ولم تقنعهم، ولو أنها تضم عددا لا بأس به من أصحاب الكفاءات. لذا نزلوا اليوم إلى الشارع ليس رفضا للوزراء في أشخاصهم، بل في الآلية التي انتجت الحكومة، وهي آلية لم تختلف اطلاقا عن الآليات التي انتجت الحكومات السابقة. والأسوأ أن الحكومة ستدخل مجلس النواب الاثنين خلسة، لأن السلطة استحدثت جدار عار شبيها بجدار برلين، وذلك لمنع الناس من الوصول إلى ساحة النجمة والسرايا. فكيف لحكومة أن تنال ثقة الشعب، وهي أجبن من أن تواجهه وتحمي نفسها منه بجدار؟.

يبقى التحدي الثالث الذي سيطرح على الحكومة الجديدة الاثنين. فرئيس الحكومة ووزير المال وبقية الوزراء، مدعوون الاثنين للدفاع عن موازنة لم يضعوها هم بل أسلافهم، بل حتى للدفاع عن موازنة وضعتها حكومة أسقطها الشارع لأنه يرفض سياستها الاقتصادية والمالية ويعتبرها سياسة فاشلة. إنها حقا ظاهرة غريبة. فالحكومة التي تدعي أنها جاءت للانقاذ تتبنى موازنة وضعتها حكومة استقالت تحت ضغط الشارع! ألا يؤكد هذا الأمر أن الحكومة الحالية هي استمرار للحكومة السابقة، وأنها غير قادرة على تغيير السياسة الاقتصادية والمالية القائمة، لأنها نتاج نفس السلطة السياسية التي أوصلت لبنان إلى الهاوية؟.

على أي حال، الاثنين لناظره قريب. فإذا لم يطلب الرئيس دياب استرجاع الموازنة لاعادة درسها، فهذا يعني أنه يبدأ حكمه بدعسة ناقصة كبيرة، ويثبت عدم قدرته على عصيان رغبات من أتى به إلى رئاسة مجلس الوزراء.

في الأثناء، المواجهات بين الناس والسلطة مستمرة. ففي مئوية الانتفاضة الكباش يشتد، والناس اجتازوا خط التردد والخوف محاولين الوصول إلى السرايا الحكومية، وهم تمكنوا من اقتلاع البوابة الحديدية للسرايا من جهة ساحة رياض الصلح، فهل سيتمكنون لاحقا من اقتلاع الحكومة؟.