الحكومة الجديدة في سباق كبير مع الملفات الاقتصادية الضاغطة. سعر الدولار يرتفع بلا حسيب ولا رقيب، بحيث أصبحت التسعيرة الرسمية بعيدة جدا عن التسعيرة الفعلية الواقعية. وحتى الآن لا مؤشرات تدل على أن المعالجة بدأت لضبط سعر الدولار، أو على الأقل لردم الهوة بين تسعيرة مصرف لبنان البيضاء وتسعيرة السوق السوداء.
في المقابل، استحقاق اليوروبند تحول هاجسا لا يقلق المسؤولين فحسب بل جميع اللبنانيين، وخصوصا بعد الحديث عن زيارة مرتقبة لوفد من الصندوق الدولي إلى لبنان منتصف الأسبوع الطالع، لتقديم آراء استشارية إلى المسؤولين في كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة.
مصدر الخشية أن وصفات الصندوق الدولي معروفة طبيعتها، أي أنها صعبة وقاسية. واللبناني اليوم لم يعد يتحمل المزيد من اجراءات التقشف، لأنه لم يعد يملك ما يمكن أن يتقشف به. فكيف ستكون المعالجة إذا؟، وهل تستطيع الحكومة أن تقنع المواطنين بالاجراءات القاسية والموجعة التي ستضطر إلى اتخاذها؟.
وسط هذه الأجواء الملبدة اقتصاديا، استيقظ اللبنانيون على خبر مفاجىء: إدارة شركة طيران الشرق الأوسط أعلنت أنها ستقوم، مثل بقية شركات الطيران العاملة في لبنان، بقبول الدفع بالدولار الأميركي فقط. القرار كانت له تداعيات كثيرة، وأثار عددا كبيرا من الأسئلة والالتباسات وردود الفعل الغاضبة، وخصوصا أنه صادر عن شركة وطنية رائدة، كما أن مصرف لبنان يملك في هذه الشركة من خلال شركة “انترا”. وقد أدى القرار- الصدمة إلى تدخل رئيسي الجمهورية والحكومة، ما دفع “الميدل ايست” إلى الغاء قرارها.
سياسيا، أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله، قدم مطالعة دفاعية عن الحكومة الجديدة، طالبا من كل القوى السياسية دعمها، باعتبار أن جميع اللبنانيين في مركب واحد. واللافت في خطاب نصرالله دعوته إلى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة، تتولى انقاذ لبنان ولا سيما اقتصاديا. فهل بدأ الحزب يتهيب الأعباء الملقاة على الحكومة الجديدة؟، وهل بدأ يشعر أنه من الأفضل أن تشارك كل القوى السياسية في تحمل مسؤولية الوضع المأزوم، حتى لا تقع مسؤولية الانهيار الشامل على فريق سياسي واحد؟.