قبل حلول الكورونا ضيفا ثقيلا على لبنان، ما كان لدى اللبناني مكانا يتسع للخوف والقلق فكيف به الان ؟ هو نداء من قلوب محروقة يوجه الى السماء، لكنه يوجه بالتدرج الى المسؤولين وأكثر تحديدا الى فخامة رئيس الجمهورية، ليس من باب تحميله مسؤولية الأزمة، بل من باب اللجوء اليه كمسؤول أول عن حماية سيادة لبنان وكرامة شعبه وصحته ورفاهه.
فحوى النداء، أن الشعب الذي رضي مرغما باقتسام قراره السيادي مع قوة غير جيشه الوطني، وابتلع موس الحروب التي جلبتها عليه هذه القوة، واحتمل قطع رزقه في الداخل والخارج لحسابات فئة أرادت معاداة العرب والغرب لصالح الأعاجم، ودفع من جيبه الأثمان الباهظة لخروج لبنان من النظام العالمي، ووضعت رقبته تحت مطرقة العقوبات الدولية و مخاطر التخلي العربي، حتى صار محط استهجان الدول الصديقة التي هبت لنجدته، ومثار استغراب المؤسسات الدولية التي جاءت لإسداء النصح الى حكومته.
سيدي الرئيس، ألا يستحق هذا الشعب قرارا حازما وحاسما من قبلكم، زعل من زعل ورضي من رضي ، بأن تقفل ابواب وطنه ووحدوده في وجه فيروس قاتل، من حيث جاء هذا الفيروس، من إيطاليا أم من سويسرا أم من إيران، بلا يستحق.. سيدي الرئيس شعبك خائف
في هذه الأجواء المقلقة، وصلت طائرة إيرانية وستتبعها طائرات، إضافة الى أخرى إيطالية ، لكن وزير الصحة ليس خائفا ولا مصابا بالهلع. فإضافة الى كلامه عن تدابير أكثر صرامة اتخذت اليوم وانتهت مفاعيلها عند بوابة المطار، زاد الوزير الى الأسباب الدافعة الى عدم إقفال خط الطيران مع ايران.
عذرا جديدا محلا مفاده أن الدولة ملزمة بإرجاع كل مواطنيها المتواجدين في الخارج، لكنه لم يلتزم بمنع الراغبين في السفر الى الأماكن الموبوءة، تماما كما فعل حزب الله الذي نصح بعدم زيارة قم وأبقى باب السفر مفتوحا الى مشهد .
المشهد الحكومي في الأثناء، لا يزال يتخبط محتارا، أي خيار يتخذ لضبط الوضع المالي-الاقتصادي المنهار، خصوصا بعدما تركه وفد صندوق النقد لشأنه كي يعد البرنامج الانقاذي الموعود .
في الإطار تواصل الحكومة البحث عن المخرج السليم : إدارة الظهر لصندوق النقد كما يريد الثنائي الشيعي والمنظومة السياسية اللصيقة به، أم يذهب الى برنامج وسطي يبقي الصندوق والدول الكبرى في موقع المراقب لا في موقع المقرر، اي بما لا يقفل أبواب المشورة والمساعدات في وجه لبنان، وبما لا يجعل لبنان اسيرا لإملاءات القوى الخارجية وسط المتحركات، ثابتة :الحكومة بلغت في أخذ وقتها حد المماطلة، والوضع كارثي منهار.