إذا تطرقنا الى وباء الكورونا وقدرة لبنان على تجنبه وعلاجه من الجذور، نجد أن العائق الأول هو السيادة المنتقصة وليس عدم وجود اللقاح المناسب. وإذا قاربنا موضوع اليوروبوند، نؤجل دفعه، نقسطه أو نسدده، نجد أن العائق الأول هو السيادة المنتقصة وليس النقص في وجود الخبراء الماليين أو القانونيين .
وإذا سألنا عن البرنامج الصالح للخروج من الكارثة المالية – الاقتصادية نجد أن العائق دون إعداده سيادي أيضا وأيضا. وإذا امتنعنا كإعلام عن وضع هذا التشخيص في تصرف الرأي العام نكون نرتكب الأخطاء الفادحة التي ترتكبها الحكومة والدولة في حق الوطن والشعب.
فلتسمح لنا الحكومة في هذه العجالة أن نمتنع عن مسايرتها في التطميش والطمطمة عن الحقائق بحجة عدم إثارة الهلع، إذ ما الفارق بين شعب هلع خائف يموت من الكورونا أو الجوع، وشعب يموت على فراش الكذب وهو يستمع الى أضاليل هذا أو ذاك من أهل السلطة والتسلط. نورد هذه المعطيات بعدما ارتفع عدد الإصابات بالكورونا الى اثنتين، وبعدما تجاوز سعر الدولار الـ 2500 ل. ل. في وقت خضعت الحكومة لإملاءات حزب الله في شأنين سياديين، إذ منعها من تطبيق نصائح صندوق النقد تجنبا لخنقه سلاحا ومالا.
علما بأن امتثالها، لم يمنع الإدارة الأميركية اليوم من توسيع لائحة العقوبات على مقربين متعاونين مع الحزب، والحبل على الجرار.
وكانت الحكومة امتثلت للحزب الذي منعها من إقفال خط الطيران مع إيران، ومن التشدد طبيا في منع تفشي الكورونا، رغم رعب شديد يسود المناطق التي يهيمن عليها الحزب، إثر أنباء غير رسمية عن عوارض تشبه الكورونا يشكو منها عدد من الذين كانوا على متن الطائرات الإيرانية. هذه الكبوات السيادية شجعت السفيرة الأميركية على ارتكاب واحدة مماثلة وداعية، إذ سمحت لنفسها التنظير على الدولة وعلى اللبنانيين من منبر القصر الجمهوري وكأنها مفوضة سامية، بالرغم من أن كل ما تفوهت به كان يوصف الداء ويصف الدواء و يمثل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
في هذه الأجواء السوداء صحيا وماليا واقتصاديا، وفيما يتلهى رئيس الحكومة في الاختباء تحت عباءة الثامن من آذار ويشتم مع هذا الفريق من يعرقلون زياراته الى الخارج، بدلا من العمل المجدي الذي يفتح أمامه أبواب كل العواصم ، في هذه الأجواء يطل رئيس الجمهورية ميشال عون على اللبنانيين في الثامنة ساعيا الى كسر الفأل السيء ، مستخدما تعويذة الغاز والنفط وبدء الحفر عنهما في مياهنا.
ودعاؤنا ألا تكون محاولته كضربة سيف في ماء ، لأن الشعب ما عاد قادرا على الصمود والانتظار، ولأن المسؤولين الذين بذروا كل ثروات لبنان البشرية والمادية ، يحجزون لأنفسهم شرف تبذير ما سنستخرجه من باطن البحر، ما لم تنجح عاصفة التغيير في حجزهم او كنسهم .. حمى الله لبنان من الكورونا ومن أمثال هؤلاء