أخيرا خبران ساران في الزمن الاسود: الكورونا في لبنان لا يزال في مرحلة الاحتواء ، ولا إصابات جديدة اليوم. بهاتين العبارتين المتفائلتين يمكن اختصار وضع لبنان مع الفيروس الذي تحول هاجسا. وكما في لبنان كذلك في العالم. فمدير منظمة الصحة العالمية اعلن انه تم استبعاد خطر تطور كورونا الى وباء، وان العمل جار لتطوير عدد من اللقاحات لمواجهة خطر الفيروس .
الواقع الايجابي، لا يعني أبدا الاسترخاء لبنانيا وعدم الاستمرار في الرقابة والوقاية. فالعدوى المحدودة قد تتحول عدوى منتشرة في حال اصبح الفيروس يتكاثر ضمن الجغرافية اللبنانية وليس من الخارج. فالمهم حتى الان ان كل الاصابات جاءت من خارج الحدود، و خصوصا من ايران، باستثناء حالة العائلة السورية التي وضعت تحت المراقبة المشددة. بالتوازي الاستعدادات تتوصل لمواجهة الخطر، اذا فرض حضوره الثقيل من جديد. وهنا اكثر من سؤال يطرح. اذ هل ثمة خطة متكاملة في حال انتشر الفيروس بشكل كبير؟ وهل المستشفيات الحكومية وغير الحكومية مؤهلة لمواجهة حال الطوارىء؟ والاهم: هل المستلزمات الطبية والاستشفائية متوافرة في ظل الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي تعانيها الدولة والمسشتفيات؟
ماليا: القرار أصبح شبه متخذ. فالحكومة لن تدفع المستحقات المترتبة عليها نتيجة سندات اليوروبندز ، كما بدأت وضع الخطوط العريضة لعملية اعادة الهيكلة الكاملة للدين، بالتعاون والتنسيق مع الاستشاريين (2). الهدف من كل الالية : تأمين الهبوط الآمن في مرحلة التعثر، وهي مرحلة صعبة على لبنان وعلى مستقبله الاقتصادي وعلى صورته في العالم . على اي حال التعاطي العالمي مع لبنان ليس ايجابيا حتى الساعة، وهو ما لمسه وزير خارجية لبنان اثناء زيارته فرنسا. ففي معلومات لمصادر ديبلوماسية ان وزير الخارجية الفرنسي اكد لنظيره اللبناني ان اي مساعدة لن تقدم للبنان اذا لم تلتزم الحكومة تنفيذ خطط اصلاحية تتضمن الملفات الاتية: التشكيلات القضائية والتعيينات الادارية والكهرباء النفايات.
فهل في امكان الحكومة ان تحدث خرقا ما في احد هذه الملفات او في عدد منها فتستيعد ثقة الدول المانحة ، بحيث تنفذ الدول المذكورة ما التزمته في مؤتمر سيدر؟ ان حكومة مواجهة التحديات أمام التحدي الصعب ، فهل تنجح؟