بالتدرج البطيء وعلى قاعدة ” شو صاير، اللي عند أهلو عا مهلو ، تتحرك حكومة مواجهة التحديات. فرغم الرعب المبرر الذي ينتاب الناس، ورغم دخول اللبنانيين في حال طوارىء طوعية جعلتهم يخلون الشوارع، وكذلك بالنسبة الى المؤسسات التجارية والرسمية ونصف الرسمية. والأخطر الأخطر، رغم اقتراب الاصابات بفيروس كورونا الحدود القصوى للطاقة الاستيعابية للمؤسسات الصحية، ورغم الصرخات المتصاعدة من حناجر أكبر قادة الدول العظمى، معلنين عجزهم عن مواجهة الانتشار العنقودي للفيروس, رغم كل هذه الصيحات والاستغاثات ، لا تعمل الحكومة اللبنانية كوحدة منضبطة ضمن خريطة طريق صحية انقاذية، بل تتحرك الوزارات متثاقلة كل على مزاج وزيرها.
هذا يطلب التعقيم, وذاك يفتي بالتشدد مع الموظفين، ولعل النموذج الأقوى لوعي خطورة الفيروس تجلى في وزارة الصحة حيث أعلن اليوم عن إصابة إحدى الموظفات الرئيسات فيها بالفيروس. كل هذا، وسط عناد “كوروني” رسمي مستهجن يرفض حتى الساعة إعلان حال الطوارىء الصحية، تسهيلا لمباشرة مرحلة احتواء الوباء قبل فوات الأوان، وقد بلغنا الخط الأحمر.
وأمام عدم تجاوب جسد الدولة ودماغها مع وسائط الانعاش، بحيث تستفيق ضمائر المسؤولين على فداحة ما يرتكبون ، هل يأتينا الترياق من ايران ومن سوريا ؟ . السؤال المزدوج الوجهة الذي يطرح بقوة : بعدما فتحت طهران الباب أمس أمام جواز التعاطي شرعا مع صندوق النقد ، وأتبعه جيشها بدعوته الإيرانيين الى إخلاء الشوارع، فيما قررت سوريا إقفال حدودها مع القطر اللبناني، هل تفتح هذه القرارات الطريق أمام حكومتنا لإعلان حال الطوارىء في الداخل والإقفال الجدي للحدود الجوية والبرية منعا لتدفق المصابين ؟ . لا جواب رسميا حتى الساعة، لكن التوجه العام بحسب ما علمت الـ MTV هو لإقفال الحدود مع سوريا منتصف ليل الأحد المقبل ، والدعاء أن تصدق المعلومات و ألا تستغل هذه الفترة لإغراق البلاد بطوفان من الوافدين عبر الحدود استباقا لإقفالها.
في اي حال لا يخفي المراقبون رهانهم على أن يفتي السيد حسن نصرالله في إطلالته الليلة بجواز أخذ التدابير الضرورية التي امتنعت الدولة عن أخذها حتى الساعة . في الأثناء ، وبما أن المصائب لا تأتي فرادى ، ضربت لبنان عاصفة رملية ، شاءت الصدف أن اسمها التنين الصيني ، نشرت في أرجاء الوطن الجريح، في مدنه وقراه و مزروعاته واشجاره خرابا لم تتسبب بمثله الحروب والفيضانات .. يا رب اشفق على لبنان.